الانتصار المصرى في ليبيا

انتصار الرؤية المصرية في ليبيا هو انتصار لفكرة السلام، والحرص على وحدة التراب الليبي، وقد كتبت في ذات المساحة من قبل إن تحقيق النصر لا يعنى استخدام السلاح والموت والخراب فكل المعارك الحربية لامنتصر فيها.

بالطبع لم ينته الأمر فأمراء الحروب لن يرضيهم أن يمر الأمر مرور الكرام، وقد نواجه تحديات جديدة تفرض علينا اليقظة، فالسلام لابد له من قوة تحميه، ليست قوة السلاح وحدها فالأمر أعقد من ذلك بكثير.

قرار الحرب ومعركة التفاوض
شهادة حكومة السراج في طرابلس بقوة الموقف المصرى وشفافيته توجه جديد يفرض علينا التعامل مع كافة التفاصيل الجديدة دون تفريط فيما حددناه في مبادرة القاهرة التي تحدثت عنها تركيا وتناولتها قوى غربية بالإشادة، ودون السباحة في مساحات ضبابية لابد أن نعرف أنه قد تظهر في المشهد تعقيدات جديدة يحاول فرضها علينا مناصرو الفوضى وهم في الأساس ممثلون لأنظمة ودول كانت منذ البداية أحد أهم اللاعبين على المسرح الليبي..

ولايمكن تصور أن الأمور ستسير إلى حيث ما نريد دون مطبات طارئة قد تحاول فرضها ذات القوى، التي أشادت بالموقف المصرى، فالنوايا ليست كلها حسنة، ولابد من رقابة شديدة على أرض الواقع لضمان عدم انفلات الأمور.

لا تخوين ولا تهوين
اتفاق وقف إطلاق النار الشامل يعنى أن مفاوضين مصريين وأتراك وليبيين وبعض الحضور الإقليمي والدولى كانوا هناك عند حد الصياغة التي توافق عليها الجميع، لإخراج الأزمة الليبية إلى دائرة العمل السياسي والتفاوضى، بديلا عن السلاح والقوة العسكرية ، وهو أمر أيضا غير مضمون العواقب إذ إن قوى دولية كبيرة لايزال موقفها غامضا.

خلاصة القول إن ما وصلنا إليه رغم حجم الانتصار لا يعنى أن نسلم بما نراه على سطح الماء، فما تحمله الأمواج القادمة قد يكون مفاجئا، بل ومروعا وعلينا اليقظة كل اليقظة.