إتقان مفقود!
نحن ننفق مليارات الجنيهات على مشروعات المحاور والكباري الجديدة لتسهيل حركة وانسياب المرور وربط مناطق القاهرة ببعضها، وربط القاهرة بالمحافظات المختلفة.. ونبذل جهدا ملحوظا للانتهاء من إنشاء هذه المشروعات في أقل وقت ممكن حتى لا نرهق المواطنين، ولتخفيف الضغوط عليهم الناجمة عن غلق طرق وقطع المياه والكهرباء أحيانا لاستبدال خطوطها ومواسيرها..
لكن كما يقال شعبيا الحلو لا يكتمل!.. فإننا للأسف لا نتقن أحيانا ما نقوم به من أعمال، أو لم نتخلص من الإهمال الذي يصاحبنا ونحن نؤدى أعمالنا، خاصة فيما يتعلق بإختتام هذه الأعمال.
اصمتوا أفضل لكم !
ويستطيع أي مراقب
أن يتبين ذلك بجولة في شوارع منطقة مصر الجديدة التي حظيت بنصيب ليس بالقليل من مشروعات
المحاور والكباري الجديدة.. فسوف يجد أن الرصيف الذي يوجد في منتصف الطرق بلاطه في
مناطق منه قد تكسر، والأشجار والمزروعات الجديدة التي تم زرعها في أحواض على هذه الأرصفة
قد أتلف بعضها.. أما الطرق نفسها فإن ثمة عيوبا في عملية رصفها لدرجة أنه تم وضع علامات
حول بعض الحفر فيها لتحذير قائدى السيارات..
وكل ذلك يتعلق بمرحلة إنهاء الأعمال الكبيرة التي تمت، والمسئول عنه بالطبع الموظفون الذين يستلمون من شركات المقاولات الطرق والمحاور الجديدة بعد الانتهاء من إنشائها، فهم لو كانوا يقومون بعملهم بدقة، كانوا سوف يكتشفون هذه العيوب، ويطلبون من هذه الشركات إصلاحها، لكنه للأسف الإهمال الذي لم نبرأ منه بعد حتى في ظل مناخ جديد يحض على سرعة الإنجاز المصحوب بالإتقان الذي تحض عليه أيضا الأديان..
ولذلك فإن الرقابة الصارمة التي يلجأ إليها غيرنا من الدول هي التي ستخلصنا من هذا الإهمال وتضمن لنا قدرا من الإتقان.