الغموض يكتنف المشهد الليبي!
تعد الساحة الليبية إحدى الساحات الساخنة على سطح المعمورة، حيث تحولت منذ العام 2011 إلى ساحة صراع دولي
بين قوى متعددة، فمن خلال مشروع الشرق الأوسط الجديد، قامت الإمبريالية العالمية باستهدافها،
وحشدت قوات الناتو وقامت بقصفها بوحشية، بعد أن أخذت موافقة جامعة الدول العربية على
ارتكاب جريمتها الشنعاء..
وصمدت ليبيا ثمانية أشهر أمام القصف، ورفض الشهيد معمر القذافي الاستسلام وقاوم حتى النفس الأخير، وخرجت الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تعمل بالوكالة لدى أصحاب مشروع الشرق الأوسط الجديد وأنصارها من الليبيين الذين باعوا وطنهم لقوات الناتو ليمثلوا بجثة الشهيد البطل، في مشهد مأساوي لن يمحى من الذاكرة وسيبقى شاهدا على بربرية ودموية مرتكبيه.
الخطوة الأولى لحل الأزمة الليبية!!
وبرحيل الرجل أصبحت الكعكة الليبية جاهزة للتقسيم، فكل من شارك القوات الغازية بدأ في البحث عن نصيبه من الثروة والسلطة الليبية، وعلى مدار العقد الماضي تحولت ليبيا لساحة للصراع ولم يتمكن أى طرف من حسم الصراع لصالحه، وتبلور عبر هذا الصراع قوتين الأولى في المنطقة الشرقية تمثلت في البرلمان المنتخب برئاسة المستشار عقيلة صالح، ومعه (الجيش الوطنى الليبي) بقيادة المشير خليفه حفتر، والثانية في المنطقة الغربية تمثلت في حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج وغير المنتخبة من الشعب الليبي لكنها معترف بها من الأمم المتحدة الراعي الرسمي لقوات الناتو والإمبريالية العالمية والطرف الرئيس في المؤامرة على ليبيا، وقد إستعان السراج مؤخرا بتركيا ذراع الولايات المتحدة الطولى في المنطقة، والتي نقلت ألاف الإرهابيين إلى ليبيا في محاولة لفرض أمر واقع جديد وسيطرة على الثروات النفطية.
وعندما استشعرت مصر الخطر التركي قبل شهرين قامت باستدعاء كل من عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي، وخليفة حفتر قائد (الجيش الوطني الليبي)، وتم طرح مبادرة مصرية لحل الأزمة الليبية سياسيا بعيدا عن المواجهات العسكرية، والمبادرة تعد تبريد للوضع الساخن على الساحة الليبية، وإحراج للمجتمع الدولي، ووضع القوى العظمى أمام مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية، ووضع الكرة في ملعب المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، وشكلت المبادرة إنذار أخير شديد اللهجة لأردوغان ومرتزقته الذين يعربدون فوق الأرض الليبية ويعبثون بأمنها.
ليبيا في مفترق الطرق!
وكانت توقعاتنا تقول إن القوى الدولية سترحب بالمبادرة حتى ولو شكليا، لكنها سترفض من قبل الطرف الأخر وهو حكومة الوفاق برئاسة السراج التى إعتبرت إخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، وتفكيك المليشيات المسلحة وتسليم أسلحتها، تجريدا لها من قوتها الحقيقية على الأرض، وبالفعل إستمرت حكومة الوفاق بالتعاون مع تركيا وقطر تحت مظلة الرعاية الأمريكية في جلب مزيد من الإرهابيين والقوات الغازية بكافة معداتها وأسلحتها الخفيفة والثقيلة، وقبل أيام قاما وزيرا الدفاع التركي والقطري بزيارة ليبيا للتجهيز لمعركة الخط الأحمر (سرت – الجفرة) المحددة من قبل مصر والرئيس السيسي.
وفي تلك الأثناء ومع ارتفاع سخونة المشهد فاجأ المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الجميع ببيان غريب عكس كل تفاعلات الواقع يقول أن السراج " يصدر تعليماته لجميع القوات العسكرية بالوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية في كل الأراضي الليبية.. وأن تصبح منطقتي سرت والجفرة منزوعتي السلاح .. وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة.. واستئناف الإنتاج والتصدير في الحقول والموانئ النفطية وإيداع الإيرادات في حساب خارجي لا يتم التصرف فيه قبل حل الأزمة سياسيا وفق مخرجات مؤتمر برلين.. والدعوة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال مارس القادم وفق قاعدة دستورية متفق عليها بين جميع الليبيين"، وفي نفس الوقت يصدر بيان أخر من البرلمان برئاسة عقيلة صالح يختلف في الصياغة لكنه يتضمن نفس البنود الواردة في هذا البيان الغريب والعجيب.
ومن خلال قراءة متفحصة لبيان السراج يتضح أن الرجل بالفعل يعبث فأي تعليمات تلك التي يصدرها لوقف إطلاق النار على كافة جبهات القتال، وهل يملك هو إيقاف المليشيات الإرهابية التي تعمل لصالح أطراف مختلفة ومتعددة على الأرض الليبية، وهل يستطيع أن يقول للقوات الأجنبية والمرتزقة أخرجوا فيقومون بحمل أمتعتهم ويرحلون، وهل يستطيع إنهاء أحلام القوى الإمبريالية العالمية من أطماعها في الثروات الليبية، وهل بمقدوره أن يقول لأردوغان عد من حيث جئت، وما هو المقابل الذي يمكن أن يقدمه للطرف الأخر ليسلم له النفط الليبي طواعية ومصادرة إيراداته ووضعها بدولة أوروبية..
مصر تتعامل مع أمنها القومي بوعي وهدوء!
وكيف يحدد موعد لانتخابات رئاسية وبرلمانية قبل مصالحة وطنية شاملة وهو والطرف الأخر لا يعتد بطرف ثالث يمثل قوة لا يستهان بها على الأرض الليبية وهم ( أنصار الجماهيرية ) الذين خرجوا هذا الأسبوع وقبل يومين من البيان بتظاهرات في عدة مدن ليبية ضمن حراك أطلق عليه " رشحناك " يطالبون فيها بترشيح سيف الإسلام القذافي لرئاسة الدولة.
من المؤكد أن القوى الدولية المتصارعة على سرقة ونهب ثروات الشعب العربي الليبي هى التي أعطت أوامرها للسراج وعقيلة صالح بإصدار تلك البيانات الهزلية ومن المؤكد أن اللاعب الرئيس والمحرك على أقل تقدير للسراج ومن خلفه أردوغان هو السيد الأمريكي الذي يرغب في تهدئة الأوضاع وتبريد الموقف المشتعل على الأرض الليبية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تعقد في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني القادم..
لذلك لا يجب أن تنطلي علينا تلك الدعوات، ويجب علينا ألا نثق في من باعوا أوطانهم، ومن يعملون لصالح أجندات خارجية، ونكون على إستعداد تام لكل ما يطرأ على الساحة الليبية من تطورات، فالغموض يكتنف المشهد الليبي، والأمن القومي المصري والعربي مهدداً وبقوة، اللهم بلغت اللهم فأشهد.
وصمدت ليبيا ثمانية أشهر أمام القصف، ورفض الشهيد معمر القذافي الاستسلام وقاوم حتى النفس الأخير، وخرجت الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تعمل بالوكالة لدى أصحاب مشروع الشرق الأوسط الجديد وأنصارها من الليبيين الذين باعوا وطنهم لقوات الناتو ليمثلوا بجثة الشهيد البطل، في مشهد مأساوي لن يمحى من الذاكرة وسيبقى شاهدا على بربرية ودموية مرتكبيه.
الخطوة الأولى لحل الأزمة الليبية!!
وبرحيل الرجل أصبحت الكعكة الليبية جاهزة للتقسيم، فكل من شارك القوات الغازية بدأ في البحث عن نصيبه من الثروة والسلطة الليبية، وعلى مدار العقد الماضي تحولت ليبيا لساحة للصراع ولم يتمكن أى طرف من حسم الصراع لصالحه، وتبلور عبر هذا الصراع قوتين الأولى في المنطقة الشرقية تمثلت في البرلمان المنتخب برئاسة المستشار عقيلة صالح، ومعه (الجيش الوطنى الليبي) بقيادة المشير خليفه حفتر، والثانية في المنطقة الغربية تمثلت في حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج وغير المنتخبة من الشعب الليبي لكنها معترف بها من الأمم المتحدة الراعي الرسمي لقوات الناتو والإمبريالية العالمية والطرف الرئيس في المؤامرة على ليبيا، وقد إستعان السراج مؤخرا بتركيا ذراع الولايات المتحدة الطولى في المنطقة، والتي نقلت ألاف الإرهابيين إلى ليبيا في محاولة لفرض أمر واقع جديد وسيطرة على الثروات النفطية.
وعندما استشعرت مصر الخطر التركي قبل شهرين قامت باستدعاء كل من عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي، وخليفة حفتر قائد (الجيش الوطني الليبي)، وتم طرح مبادرة مصرية لحل الأزمة الليبية سياسيا بعيدا عن المواجهات العسكرية، والمبادرة تعد تبريد للوضع الساخن على الساحة الليبية، وإحراج للمجتمع الدولي، ووضع القوى العظمى أمام مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية، ووضع الكرة في ملعب المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، وشكلت المبادرة إنذار أخير شديد اللهجة لأردوغان ومرتزقته الذين يعربدون فوق الأرض الليبية ويعبثون بأمنها.
ليبيا في مفترق الطرق!
وكانت توقعاتنا تقول إن القوى الدولية سترحب بالمبادرة حتى ولو شكليا، لكنها سترفض من قبل الطرف الأخر وهو حكومة الوفاق برئاسة السراج التى إعتبرت إخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، وتفكيك المليشيات المسلحة وتسليم أسلحتها، تجريدا لها من قوتها الحقيقية على الأرض، وبالفعل إستمرت حكومة الوفاق بالتعاون مع تركيا وقطر تحت مظلة الرعاية الأمريكية في جلب مزيد من الإرهابيين والقوات الغازية بكافة معداتها وأسلحتها الخفيفة والثقيلة، وقبل أيام قاما وزيرا الدفاع التركي والقطري بزيارة ليبيا للتجهيز لمعركة الخط الأحمر (سرت – الجفرة) المحددة من قبل مصر والرئيس السيسي.
وفي تلك الأثناء ومع ارتفاع سخونة المشهد فاجأ المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الجميع ببيان غريب عكس كل تفاعلات الواقع يقول أن السراج " يصدر تعليماته لجميع القوات العسكرية بالوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية في كل الأراضي الليبية.. وأن تصبح منطقتي سرت والجفرة منزوعتي السلاح .. وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة.. واستئناف الإنتاج والتصدير في الحقول والموانئ النفطية وإيداع الإيرادات في حساب خارجي لا يتم التصرف فيه قبل حل الأزمة سياسيا وفق مخرجات مؤتمر برلين.. والدعوة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال مارس القادم وفق قاعدة دستورية متفق عليها بين جميع الليبيين"، وفي نفس الوقت يصدر بيان أخر من البرلمان برئاسة عقيلة صالح يختلف في الصياغة لكنه يتضمن نفس البنود الواردة في هذا البيان الغريب والعجيب.
ومن خلال قراءة متفحصة لبيان السراج يتضح أن الرجل بالفعل يعبث فأي تعليمات تلك التي يصدرها لوقف إطلاق النار على كافة جبهات القتال، وهل يملك هو إيقاف المليشيات الإرهابية التي تعمل لصالح أطراف مختلفة ومتعددة على الأرض الليبية، وهل يستطيع أن يقول للقوات الأجنبية والمرتزقة أخرجوا فيقومون بحمل أمتعتهم ويرحلون، وهل يستطيع إنهاء أحلام القوى الإمبريالية العالمية من أطماعها في الثروات الليبية، وهل بمقدوره أن يقول لأردوغان عد من حيث جئت، وما هو المقابل الذي يمكن أن يقدمه للطرف الأخر ليسلم له النفط الليبي طواعية ومصادرة إيراداته ووضعها بدولة أوروبية..
مصر تتعامل مع أمنها القومي بوعي وهدوء!
وكيف يحدد موعد لانتخابات رئاسية وبرلمانية قبل مصالحة وطنية شاملة وهو والطرف الأخر لا يعتد بطرف ثالث يمثل قوة لا يستهان بها على الأرض الليبية وهم ( أنصار الجماهيرية ) الذين خرجوا هذا الأسبوع وقبل يومين من البيان بتظاهرات في عدة مدن ليبية ضمن حراك أطلق عليه " رشحناك " يطالبون فيها بترشيح سيف الإسلام القذافي لرئاسة الدولة.
من المؤكد أن القوى الدولية المتصارعة على سرقة ونهب ثروات الشعب العربي الليبي هى التي أعطت أوامرها للسراج وعقيلة صالح بإصدار تلك البيانات الهزلية ومن المؤكد أن اللاعب الرئيس والمحرك على أقل تقدير للسراج ومن خلفه أردوغان هو السيد الأمريكي الذي يرغب في تهدئة الأوضاع وتبريد الموقف المشتعل على الأرض الليبية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تعقد في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني القادم..
لذلك لا يجب أن تنطلي علينا تلك الدعوات، ويجب علينا ألا نثق في من باعوا أوطانهم، ومن يعملون لصالح أجندات خارجية، ونكون على إستعداد تام لكل ما يطرأ على الساحة الليبية من تطورات، فالغموض يكتنف المشهد الليبي، والأمن القومي المصري والعربي مهدداً وبقوة، اللهم بلغت اللهم فأشهد.