ليبيا وانتخابات ترامب!

مثلما قيل إن توقيت الإعلان عن تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل سوف يفيد الرئيس الأمريكى ترامب فى انتخابات الرئاسة المقبلة، قيل أيضا إن الإعلان عن وقف إطلاق النار فى ليبيا سوف يفيد ترامب فى هذه الانتخابات..
ولا أستبعد ذلك بالطبع، خاصة وأن ترامب منذ أكثر من عام وهو يرتدى ثوب المرشح لمنصب الرئاسة ويتصرف ويتحدث ويتخذ قرارات وينتهج مواقف تدعم موقفه الانتخابى، وهذا ما سيطر عليه وهو يواجه جائحة كورونا.. ولكن من لديه قدر من المعرفة لتوجهات الناخب الأمريكى وما يحركه أمام صندوق الانتخابات سوف يدرك إن أكثر ما يهم الناخب الأمريكى دوما هو الوضع الاقتصادى الذى يترجم إلى ما يفيده أو يؤذيه من خلال زيادة أو انخفاض دخله..
فى ليبيا: هدنة أم حل سياسى؟
أما ما يتعلق بالسياسة الخارجية فإن تأثيرها هامشى على الناخب الأمريكى وصياغة موقفه التصويتي.. ويضاف الآن تحديدا حالة الوضع الوبائي فى أمريكا، أى حالة تفشى أو تراجع فيروس كورونا المستجد، نظرا لأن ذلك له تأثيره المباشر على حالة الاقتصاد الأمريكى وإمكانية الخروج من الأزمة الاقتصادية سريعا، أو احتمال استمرار هذه الأزمة لوقت أطول ممتد.

وبالطبع هذا أمر لا يخفى على ترامب ومنافسه بايدن، بل إنه استغله تماما فى الانتخابات السابقة التى أتاحت له دخول البيت الابيض.. لذلك فإن كل ما يسعى إليه الرئيس الأمريكى الآن هو السيطرة على فيروس كورونا لإقناع الناخبين إن الأزمة الاقتصادية فى سبيلها للانحسار وإن احتمالات تحسن أحوالهم الاقتصادية قريبة وليست بعيدة.. ولا بأس بالطبع من أية أعمال أو أحداث تحسن من صورة الرئيس الامريكى وتظهره فاعلا ومؤثرا دوليا، لكن تأثير ذلك على الناخب الأمريكى محدود جدا.