ليبيا.. القصة الكاملة!
مقدمات كثيرة أوصلت المنطقة إلي الإعلانات الليبية أمس.. نتوقف عند التسريبات التي أفادت بوجود تفاهمات روسية تركية ستؤدي إلي نفوذ روسي كبير علي الصيغة التي جرت في سوريا واحاديث وأنباء عن دور شركات الأمن الروسية هناك ( فاجنر وار اس بي وغيرها ) ..
وأثناء هجوم حفتر علي طرابلس قلنا إن طرابلس لن تسقط أبدا لأن هناك قوي لن تسمح بذلك.. هذه القوي تتحرج لأسباب عديدة أن تتدخل بشكل مباشر لكنها تسمح لآخرين أن يتدخلوا لإنجاز المهام المخطط لها .. من بين هؤلاء أردوغان ولذلك عندما يأتي بالروس فإنه يكون قد خرج عن الإطار الذي رسم له في ليبيا وبدأ باللعب منفردا وبعيدا وكان لابد من التدخل !
ليبيا.. القصة الكاملة!
الدور الروسي في ليبيا كان الأقرب إلى الموقف المصري لكن أريد تشويهه بكل الطرق ولكن تدخلت الولايات المتحدة
بقسوة.. أعادت فتح ملف صفقة إس 400 الروسية لتركيا..تحدثت عن العقوبات علي أردوغان..تحدثت عن رفض التدخل الأجنبي في ليبيا..تحدثت عن مراقبة وصول السلاح إلي
هناك.. ووصلت الذروة في إجرائين.. الأول مطالبات في الكونجرس بفرض عقوبات قاسية علي
تركيا ثم وصول حاملة الطائرات النووية ايزنهاور إلي البحر المتوسط أواخر يوليو
مصحوبة ب 12 سفينة عسكرية ثم حديث عن مناورات مع خصم تركيا اللدود.. اليونان !
ترامب أوفى لإسرائيل بكل مطالبها.. لا
حل للدولتين.. القدس عاصمة لإسرائيل.. الجولان جزء من إسرائيل..الملف الوحيد الذي لم
ينجزه ترامب لإسرائيل هو ضرب إيران ومع المناوشات الأمريكية الصينية الإعلامية والاقتصادية الدائمة لم يكن ترامب في قدرة علي تحمل نصر روسي عليه في ليبيا بعد
سوريا.. ومن هنا كان التدخل الحاسم الذي خضعت له تركيا والسراج خصوصا أن التدخل
المصري القوي الذكي أوقف ـ في كل الأحوال وعلي كل الاتجاهات ـ المخطط التركي!
من هنا كانت المفاوضات التي كانت مصر على علم بها.. كاملة.. ولذلك قبل الإعلان بيوم واحد أمر الرئيس السيسي برفع درجة الاستعداد القتالي مجددا لتكون الرسالة واضحة.." ذاهبون إلي الحل السلمي من منطلق القوة وجاهزون لأي احتمالات "!
حول مصر!
السراج استند في بيانه على مقررات
برلين وعقيلة صالح استند إليه وعلى إعلان القاهرة.. بما يبرز التباينات في وجهات
النظر لكن علي أى أسس يمكن إجراء الانتخابات في مارس؟ أين الدستور الجديد ؟ أين
رأي الشعب الليبي الشقيق؟ هل ترك للمفاوضات؟ وهل يمكن إنجاز مفاوضات عن دستور جديد
والاستفتاء عليه في هذه الفترة ؟ وأين صيغة وجود الجيش الليبي؟ وكيف يمكن التصرف
في أموال النفط بعد بيعه وزيادة إنتاجه ؟ أم أن الولايات المتحدة تخشى من تفرغها
لإيران أن تتأثر مبيعات النفط ؟!
الأسئلة كثيرة.. الثابت فيها أن
استهداف مصر لن يتوقف طالما استمرت حركة التنمية والبناء هنا.. والمشروع التركي
مصدر شرعية أردوغان ولن يتوقف..والرعاية ـ بالوكالة ـ التركية القطرية للإخوان لن
تتوقف..والمطلوبون في ليبيا مستحيل أن يقبلوا بتسليم أنفسهم وتقسيم ليبيا عندهم أهون جدا.. وبين ذلك كله ليس علينا إلا الانتظار بشعار "المياه تكذب الغطاس" ويبقي إستعادة مصر لدورها خارج حدودها وخصوصا في الدائرة العربية أهم ما يعنينا
بعد بيات شتوي وصيفي طال كثيرا.. حتي لا يمكن الآن تجاهلها من أي ترتيبات تحدث هنا أو هناك!