نذر للحرب علي الاتجاه الغربي لمصر
تنتظر الجبهة الغربية لمصر مع ليبيا خلال الفترة المقبلة، تحركات مثيرة في اتجاه التصعيد، تقوده تركيا، وتموله قطر وينفذه الارهابيون .
منذ أعلن الرئيس
عبد الفتاح السيسي، أن سرت والجفرة خط أحمر، ومنذ الإعلان عن مناورات ضخمة في مياه
مصر الغربية وصحرائها علي الاتجاه الاستراتيجي الغربي، تحركت الدبلوماسية المصرية،
بالتوازى، فحركت عواصم الغرب على جانبي الاطلنطى، داعمة لاعلان القاهرة الداعي إلى
حل سياسي شامل للازمة الليبية واعتبرته مع قرارات مؤتمر برلين مفتاح الحل السياسي الشامل
للحفاظ علي وحدة الدولة الليبية وسلامة أراضيها.
منذ ذلك الحين، بدأت
تتبلور دعوة غريبة وجدت صدى لها، تتناقله الدبلوماسية الغربية وتتحمس له وتناقشه مع
الامارات، وهي نزع سلاح سرت والجفرة. تحدث في ذلك الالمان، والامريكان. هذا بالضبط ما يريده اردوغان. نصر بلا حرب.
بلا طلقة رصاص واحدة.
الإمارات والسلام مع إسرائيل: لماذا الآن؟
تحويل سرت والجفرة
إلى منطقة منزوعة السلاح، يضمن لحكومة الخونة في طرابلس تقسيم ليبيا وتراجع الجيش الوطنى
الليبي .
وأمس، وقعت ثلاثة تطورات منذرة بتصعيد: أردوغان عاد للتهديد بشن الهجوم علي سرت والجفرة وبالفعل تم رصد تحركات للمرتزقة، وقوات الوفاق. والتطور الثاني إن الرئيس السيسي أعاد التأكيد والتنبيه علي القوات المسلحة المصرية بوجوب الجاهزية الكاملة. التطور الثالث متزامن مع زيارة قيادة أمنية إلى بنغازي ولقائه بالمشير خليفة حفتر. وسلم رسالة وصفت بالمهمة من الرئيس السيسي.
بعد ذلك تحدثت فضائيات اخبارية عن فتح خط إتصال مباشر بين الجيش الليبي والقوات المسلحة المصرية. لا اظن أن هذا لم يكن موجودا أصلا! وبينما خرج اللواء المسمارى المتحدث بإسم الجيش الوطنى الليبي يؤكد إن الجيش الليبي جاهز للمعركة وتحرير ليبيا، كانت حكومة طرابلس سلمت جميع مواني غرب ليبيا وجماركها لموظف تركي . كما اعلنت دمج قوات المرتزقة والدواعش في جيش غرب ليبيا. نذر الحرب إذن تعود، وسط سيطرة ميدانية كاملة للاتراك والقطريين علي الجزء الغربي كله من ليبيا.
أين العالم؟ اين
باريس، وأين برلين، واين واشنطن؟
ألم يؤيدوا إعلان
القاهرة، ودعوا إلى إخراج المرتزقة والأتراك من ليبيا؟ ألم تعتبر فرنسا إن ليبيا المحتلة
بالاتراك والدواعش تمثل خطرا علي أمنها وأمن اوروبا؟ مشغولون!
لجأ أردوغان إلى
سياسة الإلهاء بتصعيد التنقيب شرقي المتوسط واعلانه رفض التهديدات الاوروبية، ووقع
تصادم بين فرقاطة تركية وسفينة حربية يونانية.. إعتبره أردوغان ردا قاسيا علي ما وصفه
بالهجوم اليوناني علي فرقاطته !
لايزال الإتحاد الأوروبي
يلوح بالعقوبات، وسفينة التنقيب التركية تحرسها البوارج والقوارب الحربية التركية تواصل
عمليات جس الغاز والبترول في مياه اليونان وقبرص.
لقاح و"تلقيح" بطعم السياسة!
يكتفي الاتحاد الأوروبي
بأن هذا التنقيب انتهاك للقانون الدولي . وأردوغان يواصل. لإلهاء اوروبا عما يجرى في
ليبيا، أضف إلى هذا إن أردوغان يستغل حاليا الإنشغال الأوربي بالموقف المتأزم في بيلاروسيا
بعد فوز الرئيس الكسندر ليكوشينكو الموالي لبوتين بالانتخابات، اعتبروها مزورة!
من الواضح أن هذه
السياسة التركية الانتهازية مستوعبة تماما العقلية الاوروبية. وتتصرف علي ضوئها، وتنزع
إلى فرض الأمر الواقع. وهذا الأمر اذا وقع هو ما ترفضه مصر بالقوة، ولن تسمح أساسا
بوقوعه، لأنه يعني تهديدا مباشرا للأمن القومي المصرى.
لا يفهم أردوغان
الإ القوة.. وحين حول مصراتة إلى قاعدة بحرية تركية خالصة، تجمعت نذر الحرب... لمن الطلقة الأولى؟ اجهاض تركيا في مصراته
والوطية.. سيخلصنا من هذا الجنين الحرام.