التطبيع وعظمة شعبنا !
منذ اللحظة الأولي قرر شعبنا أن يستلهم شعار المسيح العظيم
عليه السلام "ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وحوله إلى "ما للنظام للنظام
وما للشعب للشعب" وقرر أن الدولة توقع معاهدات مع العدو الإسرائيلي كما شاءت..
حالة حرب ستنتهي وأرض ستعود ثم التزام بما وقعناه...
لكن إلي هنا وانتهى الأمر.. تطبيع مع الشعب الصهيوني الذي يتحول في أي لحظة إلي جيش عدواني مقاتل لا..
أن نستقبل ونتعامل بشكل طبيعي مع المحتل الذي قتل أسرانا بدم بارد وبالمخالفة لكل الأديان
والأعراف والمعاهدات والمواثيق لا.. أن نفتح لهم بيوتنا ومطاعمنا ومقاهينا لا.. حتي
السائح القادم من هناك قليل الإنفاق السياحى، سخيف التعابير قليل الذوق ثقيل الدم عديم
اللياقة والخير منه لا يجئ..
صحيح كانت الدولة في حرج أمام العالم فكان عليها أن تحمي
وفود سياحية وأن تحمي وفود دبلوماسية وأن تطلب من محامين الدفاع عن جواسيسهم لتتم شكليات
المحاكمة بغير تشكيك لكن ظل لشعبنا شعاره الدائم بل وراح يتباري في رفض التطبيع..
فذاك من صفع صهيونيا
لأنه تطاول علي مصر وذاك من قتل جنود العدو بعد عبورهم للحدود واهانتهم للعلم المصري
وحول شعبنا سليمان خاطر وأيمن حسن ومحمود نور الدين ونظمي شاهين وأسامه خليل ومحي عدلي
وغيرهم وغيرهم إلي أبطال.. وقررت كل نقابات مصر رفض التعامل ومعاقبة المخالف..
وهكذا وضعوا أسماء
بعينها في خانة معينة في ضميرهم الوطني قبل أي شئ أخر.. وراح التباري يتصاعد.. فهذا
مطعم يكتب علي بابه إنه لا يستقبل اسرائليين. وهناك من فعلها بصورة أكثر تحديا وحماسا..
وهذا مقهي طرد مجموعة بعد أن علم جنسيتها.. وكما هو حال البشر لكل قاعدة استثناء..
لكن عند شعبنا الاستثناء لا يذكر لانه يكاد لا يري اصلا..
شكري في لبنان وثلاث خطوات مهمة !
زمان وربما مكان
واحد الذي جمع بين عرابي وتوفيق.. وبين مصطفي كامل والهلباوي.. وبين الأخوه عنايت وبين
جماعة الاخوان.. وبين عبد الناصر والهضيبي.. ويين السيسي والشاطر.. لكن فرز شعبنا من
يضع هذا في مكانه الذي يليق به.. ويلقي بالآخر في المكان الذي يستحقه!
شعبنا يحمل العدو
وقوفه خلف أي تآمر وكل مؤامره ضده.. من الارهاب إلي سد اثيوبيا إلي تعطيل السياحة.. فخور إنني من هذا
الشعب.. الذي يعرف بفطرته النقية السوية كل شئ.. بعيدا عن نخبته.. وبعضها خرب العقل
والسلوك !