ساقطات ومناضلات
الظلام مرة أخرى يغطي كثيرا من القلوب والعقول فى تلكم الأيام الكئيبة، يتجسد فى مجموعات موجهة، غير قليلة، تعمل فى إطار شبه منظم لتطالب بحرية إسقاط القيم فقط، يدافعون عن ساقطات منحلات مائلات مميلات، يخلطون بين الحرية ذات المعانى السامية وبين الإباحية المقززة والدعوة إلى العهر صراحة.
يتخفون وراء شعارات براقة ولكنهم يلبسونها أحقر الأردية حتى يعم الفساد كل مكان، بعضهم يتشجع قليلا ويعبر عن قبحه فيسب ما تبقى من القيم الأسرية المصرية.. عندهم كل عرى حرية، وكل إباحية استقلال، وكل فجر جرأة!
الوطن صابر !
أكتب هذا بعدما ظننت أن مولد الدفاع عن الشواذ قد إنتهى بعد مرور أسابيع على انتحار إحدى أشهر (المناضلات) فى سبيل الشذوذ الجنسى والإفراط فى اللذة الحرام، ولكن جاء بعض الظلاميون الجدد والذين يسمون أنفسهم بالتنويريين لينتقدوا أحكام للقضاء المصرى بحق ما يعرف بفتيات التيك توك.
الحكاية بإختصار أن ثمة نساء، صغيرات السن نوعا ما، قد ارتكبن جرائم أخلاقية يعاقب عليها القانون المصرى، وذلك بدعوتهن فتايات أخريات للمارسة البغاء أو أقل قليلا بإقامة علاقات حرام وغير أخلاقية، وقطعا غير قانونية، عبر تطبيقات إلكترونية (application) معينة مخصصة لهذا الأمر, وكلما زاد عدد المتابعين زاد الربح الملوث.. قطعا هذا لم يعجب البعض من دعاة التنوير، وكان تسليع أجساد النساء وبيع شرفهن وسمعة أسرهن هو النور بعينه، أما حجب هذا الفجور وتلك القذارة هى الظلام الغلس المكفهر الأحمق !
الطوفان !
ربما تدفعنى تلك الحوادث المقيتة للرجوع إلى أول عصور الإنسان، حيث النبى نوح عليه السلام، يدعو قومه لتجنب طوفان أوشك أن يغرقهم جميعا.. ولكن للأسف هذا ليس زمن الأنبياء، لا يوجد نوح أو هود أو لوط.. فقط يوجد قوم لوط، حيث المتطهر أصبح منبوذا والفاجر أصبح صار سوبر ستار الدناءة الموقرة بأختام شيطانية وموافقات دولية ودعم طبقى حيث لوحظ أن الطبقات المرفهة المترفة المنفصلة عن أغلبية مجتمعها، تساند وتوقر هذا السفه المققز والإفراط اللعين !
حرمة بيوت الساقطات!
نوشك أن نهلك جميعا حتى وإن كان بيننا الصالحون ذلك إن كثر الخبث، كما ورد فى معنى الحديث النبوى الشريف عن الرسول الكريم، نعم.. حتى وإن لم نكن مسلمين أو مؤمنين أو قانعين بالدين، فهناك قيم وأخلاقيات أبسطها هو احترام الأجساد وعدم امتهانها من أجل حفنة دولارات.
تلك هى الكارثة، رأسمالية تتاجر بكل شىء وتجد صدى عند مجموعات قليلة لكنها فاعلة فى الفضاء العربى والمصرى، فاعلة ونافذة لدرجة أن فئات من اليسار العربى والمصرى صارت تدافع عن قيم البذاءة والإنحلال، تحولوا من النضال لتوفير الخبز للاكثرية ( البلشفية ) إلى نضال الأفخاذ والمؤخرات، ثم جملوا تلك القاذورات بأسماء أجنبية، ربما لا يعرف أكثرهم معناها اللغوى وإشتقاقها من جذور لاتينية، وذلك من أجل إضفاء أجواء علمية زائفة على تلك الممارسات..
تماما كما انتقد جوروج أوريل فى رائعته المشهورة مزرعة الحيوانات . القادة الاشتراكيون فى أوروبا الشرقية عندما كانوا يلجأون لتعبيرات غربية وغريبة أيضا تضلل شعوبهم المقهورة.. فقط.. أظلم عقولهم بمصطلحات غرائبية من نوعية كويرية وجنسائية وعابرة للجنس بدلا من اللفظ الواضح الصريح شاذ !
مناضلات خضر !
مر بعقلى كل هذا وأنا أرى صورة على مواقع التواصل لمناضلات شريفات عفيفات، يركبن فوق ظهر إحدى السيارات بجوار أجولة الخضار وأحزمة الفجل والخضرة.. مناضلات بحق، لسن كويريرات همهن فى الجنس الشاذ أو فى نشر فيديو يظهر مفاتنهن، فقط يناضلن منذ انبلاج الفجر لمغيب الشمس سعيا وراء لقمة عيش شريفة، تقضى إحداهن اليوم كله سعيا وراء إعاشة أسرة كاملة أو أشقاء ضعاف فقراء أو زوج مقعد..
يجدن بكل شىء إلا شرفهن، يبعن الحلال ويرتد إليهن، عندما تشتترى من إحداهن دون فصال تتحفك بجمال قلبها الداعى لك بالبركة.. ربنا يبارك لك يا شيخ.. ربنا يحفظك.. إلخ، كأنك أسديت لها جميلا وصنعت لهم معروفا، بينما أنت فقط دفعت ثمن مستحق لسلعة زرعتها بيدها الخيرة المباركة، روتها بكدها وعرقها، ثم ذهبت بها لتطعم غيرها..
لم أجد من يكتب عن هؤلاء، وما جدوى الكتابة إن لم تكن عن الذين يمنحون الخير لنا، ويعلمونا أن النضال هنا وليس وراء شاشات تكشف المستور، أو ما يستوجب سترة، وليس فى غرف النوم برقصة تثبت إحداهن بها على الملأ أنها حرة !
fotuheng@gmail.com