رئيس التحرير
عصام كامل

وصية طبيب الغلابة!

ما أكثر قصص جبر الخواطر فهي عديدة ويكاد بعضها لا يُصدَّق.. ترى كم جبر د. محمد مشالي طبيب الغلابة خواطر الفقراء الذين كانوا يترددون على عيادته.. وهو ما تجلى بعد وفاته، وترجمته مشاعر الحزن الشديد التي خيمت على المواطنين في وداع ابن الغربية وابن مصر البار بأهلها حتى تبارت جميع المصالح والأجهزة الحكومية والوزارات لرثاء هذا الطبيب الإنسان..

 

كما انتشرت منشورات الرثاء تنعى الفقيد على مواقع التواصل الاجتماعي حزنًا على رحيله بعد رحلة عطاء لا مثيل لها.. فقد أوقف الراحل حياته على خدمة الفقراء وتخفيف آلامهم ولم تزد قيمة الكشف لديه على 10 جنيهات في وقت وصل قيمة الكشف عند أطباء غيره لأرقام خيالية تعدت الألف جنيه، ناهيك عن ارتفاع قيمة العمليات الجراحية والأدوية والتحاليل والأشعات وكل ما يتعلق بمنظومة العلاج.

 

إياك أن تكسر بخاطر أحد!

 
رحل د. مشالي بعد أن ذاع صيته في كافة ربوع الوطن العربي وليس مصر وحدها.. فقد عزف الفقيد عن حب المال والشهرة، وأصر على استكمال مسيرته مسخرًا حياته لخدمة الفقراء والمحتاجين حتى الرمق الأخير.. ونفذ وصية والده بأن يكون بين الفقراء.. فأحبه الجميع وشهدوا له بالمعروف والبر..

 

وحتى حين شارف على الموت كانت وصيته: "استمروا في عمل الخير والعطاء يريكم الله ما تتمنونه".


يقول طبيب الغلابة: "اكتشفت بعد تخرجي في طب قصر العيني إن أبي ضحى بتكاليف علاجه ليجعل مني طبيبًا، فعاهدت الله ألا أتقاضى قرشًا واحدًا من فقير أو محتاج..".

 

سؤال د. موافي ورد الشيخ الشعراوي!

 

الطبيب يجب أن يكون إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ نبيلة قبل أي شيء.


وقد طالب د. مشالي جموع الأطباء بأن يستوصوا بالفقراء خيراً خاصة أن إمكانيات مستشفياتنا لا تساعدهم على خدمة المرضى.. والسؤال: كم طبيبًا سيأخذ بوصية د. مشالي؟!

الجريدة الرسمية