إياك أن تكسر بخاطر أحد!
جبر الخواطر من أسمى مقاصد الشريعة الإسلامية والأديان كافة.. "اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله.. فإن صادف أهله فهو أهله وإن لم يصادف أهله فأنت أهله" هكذا قال الإمام على كرّم الله وجهه..
ومن يفعل ذلك فهو شهم ذو معدن أصيل ونفس قوية وهمة عالية.. فمثلًا إذا جاءك عامل في مكتبك بفنجان من القهوة فلا أقل من أن ترد له التحية بابتسامة ودودة فهذا ضرب من جبر الخواطر.. وعندما يقصدك شخص ما في حاجة فإعمل على حلها ويسر له الأمر ما استطعت.. وعندما يعرض عليك شخص فقير بضاعة زهيدة الثمن فأعطه أكثر من حقه ولا تبخل عليه بمالك وابتسامتك..
سؤال د. موافي ورد الشيخ الشعراوي!
عامل أصدقاءك بكرم وساعد زميلك في العمل إذا كان لديه كثير من المهام ولا يستطيع إنجازها وحده.. وعندما تفاجئ زوجك/ زوجتك بشيء يحبه، وعندما تهدي طفلًا فقيرًا في الشارع قطعة حلوى، وعندما تقدم الدعم لشخص يائس أو محبط ، وتشجعه حتى ينتصر على تحدياته فأنت ترفع راية جبر الخواطر.
رسولنا الكريم يقول "لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق".. وكان صلى الله عليه وسلم يجبر خاطر الناس، وقد روى إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن جدته مليكة دعت رسول الله لطعام صنعته له فأكل منها ثم قال"قوموا فلأصلي بكم" وذلك جبرا لخاطر هذه العجوز.
في ضرورة جبر الخواطر! (1)
وفي المقابل فإن ثمة من يرى كسر الخواطر شيئًا هينًا دون أن يدري أن ذلك قد يحول حياة شخص إلى جحيم.. فمثلًا شخص ما يرسم رسمة بسيطة فإذا قلت له إنها سيئة وإنه غير موهوب فقد يترك الرسم ولا يعود إليه مرة أخرى لأنك كسرت خاطره، ولكن إذا فعلت العكس وشجعته بكلمة طيبة، وأسديت إليه نصحًا جميلًا فقد يطور نفسه ويصير فنانًا موهوبًا..
فمن يصدق مثلا أن أديسون مكتشف المصباح الكهربي كان تلميذًا فاشلا في مستهل دراسته ثم صار نابغة بفضل تشجيع أمه له.. وهناك أمثلة كثيرة على غرار ذلك في الملاعب والجامعات وأماكن العمل وفي حياتنا عمومًا.