خير الأزواج
يحفل التاريخ العربي والعالمي بصور عديدة من أحاديث النساء حول أزواجهن، وكيف ترى كل واحدة منهن شخصية زوجها وصفاته وأحواله معها، وفي هذا المقال أردت الحديث عن واحدة من صور هذه الأحاديث، وردت بلفظها في صحيح البخاري فيما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها للنبي..
وهذا الحديث ربما يكون مشابها إلى حد ما مع واقعنا اليوم فما زالت وقائعه تجري حتى الآن، وقد استحضرت هنا معناه دون لفظه تقريبا للأفهام وإجلاء لما خفي من معان، يقول الحديث: روى البخاريّ ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها قالت وهي تُحدِّثُ النبي بخبر إحدى عشرةَ امرأة اجتمعن في الجاهلية يتحدَّثن عن أزواجهن قالت: يا رسول الله جلس إحدى عشرة امرأَة، فتعاهدن وتعاقدن ألا يَكتمن من أخبار أَزواجهن شيئا.
كورونا والعيد
قَالَت الأولَى:
إن زوجَها لا يلتفتُ إليها وسيئ الخُلُق معها فلا تستطيع أنْ تحادثه فيُؤانسها، ولا
فيهِ من الصفات الحسنة ما يبرر تكبره عليها، فهو يتكبـر، وغير متواضع معها كأنه لَحم
غث فوق جبل وعر فلا يستحق مَن يتعب لأجلَه .
وقَالَت الثانية:
زوجي لا أستطيع الكلام عنه لشدته وعنفه وسوء أخلاقه معي، فلو بلغه كلامي عنه لَطلقني.
وقَالَت الثالثة:
زوجي إن أتكلم وأُطالبه بحقي وأنبهه على خطئه وتقصيره طلقني، وإن أسكت عن المطالبة
بحقوقي مع تقصيره معي في فِراشي ونفقتي ومسكَني ومعاملَتي, أصبح كأني امرأة معلقة غير
ذات زوج.
وقَالَتِ الرابعة:
زوجي معتدل الـمزاج، هادئ الطباعِ منبسطُ الأسارير، لَطيف التعامل، لا يمل منه أبدا،
ولا يمل الجالس معه .
وقَالَتِ الخامسة: زوجي إذا دخل البيت لا يؤانسنا ولا يضاحكنا ولا
يلاعب أولاده، وإنما يتوجه لفراشه وينام نوما طويلا، لا يكاد أولاده يرونه إلا نائما،
وإذا خرج صار نشيطا متحدثا لطيفا شجاعا كريما في تعامله مع الناس، لا يسأل عما عهد
ولا يتفقد نَواقص بيته وحاجاتهم.
وقَالَتِ السادسة:
زوجي يلف الطعام ويأكله بشراهة دون الالتفات إلى غيره، وإن ناولناه الإناء لِيشرب من
لَبن ونحوه، اشتفه كله ولم يدع لنا شيئا، وإن اضطجع التف، تَعني التف باللحاف ولم يترك
لها شيئا.
ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون
وقَالَت السابعة:
زوجي رجل عيي غبي لا يفكر ولا يطور نفسه بعلم ولا ثقافة، فمه مُطبق فهو بخيل قبيح غضوب
غبي جاهِل .
قَالَت الثامنة:
زوجي رجل لين رقيق عاطفي في تعامله، إذا مسها فكأنه أرنب يلاعبها ، يعتني بنظافَة جسده
ورائحته .
وقَالَت التَاسعة:
زوجي مجلسه مع أصحابه قَريب من البيت لشدة اهتمامه بأهله وتعلق قلبه بهم.
وقَالَت العاشرة: زوجي مالك وما مالك، مالك خير من ذلك ، يعني ماذا أقول
عن مالك، في مدحه، والثناء علَيه ، مالك خير من ذلك، مهما مدحته فلَن أبلغ قَدره.
قالَت الحادية عشرة:
زوجي أَبو زرع، وما أَبو زرع، غطاني حلِيا ، وملأ من شحم عضُدي، وجدني في أهل فقراء عندَهم غنيمات في شق جبل فنقلني لأهل
خيل وإبل، ثم راحت تصف نفسها بأنها سمينة من كثرة النعمة، وبيت واسع، وتصف ابن أبي زرع بأنه ليس نهما للطعام ولا للنوم مثله كمثل أبيه، وأما ابنة أبي ذرع فهي طوع أبيها
وأمها وملء كسائها، تغيظ جارتها بلطفِها مع زوجها ، واهتمامها به، أما جارية أبي زرع
فهي خادمة كتوم ليست نقالة لأخبار البيت ولا تعبث في الطعام وتسرف فيه، ولا تهمله فيصبح مليئا بالقش. ثم قالت السيدة عائشة إن الرسول عليه
الصلاة والسلام قال لها: كنت لك كأبي زرع لأم زرع.