رئيس التحرير
عصام كامل

ملاحظات على جائحة الأمونيا النووية!

لم يصدق العالم كله هول المشهد التفجيري الرهيب بميناء لبنان الحيوى، وقد ارتفعت أسطوانة من الدخان الأبيض الكثيف الملفوف المتصاعد، علا في الجو حتى صنع غيمة أو خيمة أو سحابة هائلة أعادت إلى الأذهان صورة التفجير الذرى لنجازاكي وهيروشيما نهاية الحرب العالمية الثانية.

 

نصف بيروت سقطت تحت الأنقاض، بيوتا ومنشآت وسيارات ومباني وشوارع، واهتزت البنايات وتجردت من واجهاتها الزجاجية والحجرية، أما الميناء ذاته فركام وحطام وتفحم وخراب..


مشهد تصدعت له قلوب العالم.. حتى إسرائيل المتهم الرئيسي، بادرت بإعلان تبرؤها من الحادث المأساوى وأعلنت رسميا إنها لاعلاقة لها به.. ونشك في صدق تبرؤها.

قفزة الحمار التركي !
وإلى أن تمر الأيام الخمسة التى حددها الرئيس اللبناني ميشال عون للانتهاء من التحقيقات مهما كان الفاعل، فإن من الصعب معرفة الجاني الإرهابي الحقيقي. سعد الحريري رئيس الوزراء السابق أعلن عن قتل بيروت أمس والقاتل الحكومة والعهد الحاكم.

 

بالطبع الخسائر مليارية، ولن تعود بيروت ولا النظام السياسي المعمول به حاليا أبدا إلى ما هو عليه. من تحت الأنقاض، ورغم شلالات الدموع، ونزيف الدم، نضع الملاحظات التالية:
أن الـ ٢٧٥٠ طن نترات الأمونيا مخزنة منذ ست سنوات في العنبر رقم ١٢، قيد المصادرة، في انتظار حكم القضاء.


كان المفترض التخلص من الحاوية المدمرة بعد أسابيع من احتجازها... لكنها لبثت من ٢٠١٤ حتى ٢٠٢٠. لماذا فشلت الحكومات طيلة السنوات الست الماضية في التخلص من أم القنابل الرهيبة هذه؟

 

فشلت لأن حزب الله الإيراني المسيطر على الحكومات اللبنانية المانع لتحركها، المعطل لقراراتها، الموالي للإرهاب الإيراني، المعادي للبنان ولشعب لبنان، هو المسيطر الفعلي على المرفأ، وعلى المخازن، وهو من عطل تنفيذ المذكرات الأمنية المتعددة والتى حذرت من خطورة استمرار تخزين هذه المواد القابلة للانفجار.

الخلاصة: إثيوبيا خصم يستحق العقاب

من الملاحظ أيضا أن التفجير شبه النووى تلا الإعلان عن قرب الكشف عن القاتل الحقيقي في جريمة اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، وبالفعل، أجلت المحكمة الدولية جلسة النطق بالحكم إلى الثامن عشر من أغسطس الحالي.

 

ورغم أن الظرف مناسب فقط للعزاء والمواساة، وعدم فتح الجراح ورش ماء النار عليها، إلا أن الشعب اللبناني ذاته يعتبر كل النخبة السياسية بمن فيها من المنتقدين للحكم الحالي، ومن بينهم ايضا حزب الشيطان الإيراني، يعتبرهم هم سبب كل التدهور الأمنى والمالي والسياسي، وشيوع الجريمة وسقوط العملة اللبنانية وجوع الناس وتراجع خدمات الكهرباء والماء والنظافة والاتصالات، ناهيك عن سيطرة نصر الله وعصابته على الحكومة والنظام.


كلهم قتلوا لبنان ويواصلون قتله. وكلهم لا يتمتع بأدنى قدر من الثقة لدى الشعب الذي ثار قبيل كورونا وقال كلكن. كلكن.. يمشي!


الأصعب حقا إن النظام اللبنانى خسر ثقة مواطنيه، وثقة الدول والمؤسسات المالية العالمية، وكثير ممن استطلعت الفضائيات الإخبارية آراءهم حول نوع المساعدات التى تتسلمها الحكومة اللبنانية، أوصوا بوجود آلية دولية تراجع وتشرف على أوجه الإنفاق، حتى لا تتبدد أو تختفي الأموال.

...ويدخل ترامب في المشهد الاثيوبي التركي!

ولعل هذه النقطة الحساسة بالذات تفسر الإسراع العربي والدولي بإرسال مساعدات عينية بالأطنان، ولم تعلن دولة واحدة بعد عن أي مشروع مالي لإعادة البناء.. نصف العاصمة بيروت تضرر من القنبلة.. الأمونية!


يبقى ألا نتغافل عن رأي جنرالات البنتاجون، أعلنه عنهم ترامب: قنبلة من نوع ما.. سبب ما جرى، الخبراء خارج نطاق هذا التصريح الخاطف يتحدثون عن القنبلة الفراغية.. تحول الأكسجين في المنطقة إلى جحيم مستعر.. وتصنع الحفرة الرهيبة أمام مخازن الغلال المحترقة في مرفأ بيروت المنكوبة.


كيف سيتم التحقيق؟ اللبنانيون يطالبون بجهات تحقيق دولية لمعرفة سر التفجيرين المروعين.. لكن وزير الداخلية اللبناني يرفض التدخل الدولي للكشف عن ملابسات هذه الكارثة.

 

الدولة اللبنانية تدفع ثمن الصراع بين حزب لبناني هو حزب الله الشيعي عميل لدولة أجنبية إرهابية هي ايران الشيعية، وبين اسرائيل. والدولة اللبنانية تدفع ثمنا باهظا لعلو مكانة هذا الحزب العميل المارق فوق مكانة الجيش الرسمى للبنان. لا سيادة لدولة الإ بجيش وطنى واحد . خلاف ذلك هو حال الدول الفاشلة.. والحرائق تباعا.. انتطروا!


الجريدة الرسمية