فوز بطعم الهزيمة
إسقاط مجلس النواب
التونسي لائحة سحب الثقة من راشد الغنوشي رئيس المجلس، وزعيم حزب النهضة، والتى
طالب بإسقاطها ما يقرب من نصف عدد الأعضاء يحسب فوزا بطعم الهزيمة.
أثبتت نتائج
الإستفتاء أن الغنوشي وجماعته حققوا سقوطا مدويا بجدارة.. ولا أظن أن رئيسا لمجلس
نيابي فى الدول الأخرى حصل على مثل هذه النتيجة، فإما الفوز المشرف الذى يدعم
صاحبه فى قرار الاستمرار أو السقوط الذى
يجب أن يجبر صاحبه على الاستقالة، طالما أنه احترم الجماهير التى جاءت به رئيسا
لمجلس النواب.. أو النواب الذين اختاروه رئيسا للمجلس، أما قبول فوز بعدد 18 عضوا فهو
لا يشرف رئيس المجلس ولا جماعته، لأنه يدل على أن رئيس المجلس مرفوض من شعبه ولا
يصلح أن يمثله.
عملاء بالوراثة
وقع الناخبون فى
تونس فى نفس الأخطاء التى حدثت فى مصر، عندما صدقوا شعارات الإخوان المزيفة بأنهم
جاءوا لنصرة الإسلام وتحقيق العدالة ونشر الديمقراطية. واحتاج الأمر إلى عام كامل
حتى يعيد المصريون موقفهم، بعد أن لمسوا من خلال تجربة العام الأسود أن الوعود
التى بذلها الإخوان قبل الانتخابات تبخرت.
فلا دفاع عن الإسلام
وتجديده حتى يواكب العصر، ولا عدالة وجدت طريقها للتعامل بين المواطنين بالمساواة
الكاملة، بل على العكس أصبحت الجماعة تتميز بإمتيازات غير مسبوقة، وبالطبع سقط
شعار الديمقراطية من أول وهلة.
كان الله مع إخواننا
التوانسة الذين يحاولون التخلص من حكم الجماعة الأسود وهم يناضلون من أجل التخلص منه،
ولا تعتبر المعركة التى جرت فى البرلمان هى المعركة الاخيرة، وفق قيادات الأحزاب
المدنية ولكنها مجرد خطوة على طريق طويل من النضال ، لن يتوقف إلا بالتخلص من
مغامرات حزب النهضة ومحاولاته المستمرة للسيطرة على الحكم.
تصريحات إثيوبيا المتضاربة
وقد أشار الرئيس
التونسى قيس سعيد فى خطاب أخير له إلى المؤامرات التى تحاك للانقلاب عليه.. وعن
مؤامرات تحاك بالليل والنهار وبين الداخل والخارج لنشر الفوضى والتلاعب بالمصلحة
العليا للبلاد.
وبعيد عن
الاتهامات بالعمالة والخيانة وما يتردد على لسان بعض السياسيين التوانسة من أن
المال السياسي ساهم فى دعم الغنوشي، فإن الحقيقة التى لا يجب إغفالها إن حزب النهضة استطاع أن يخترق بعض المحسوبين على التيار المدنى ويشعل الفتن بين الذين ينتمون
إلى موقف سياسي يخالف الغنوشي ولولا ذلك ما استطاع أن يفوز.