المفاوض المصري وسد إثيوبيا : سيادة وطن
من قال إن المفاوض
المصري يتفاوض مع إثيوبيا؟ ومن قال إن لأثيوبيا
إرادة مستقلة في شأن السد؟ ومن الذي يشكك في
عقلية القيادة السياسية او العسكرية واستراتيجيتها وتكتيكاتها!
قراءتي للمشهد تختلف
قليلا عما أقرأ وأسمع وأشاهد: أرى أننا كمصريين،
أقصد القيادة بالتأكيد، نمتلك رؤية استراتيجية
بعيدة المدى في هذا الشأن..
وأرى أن المفاوض
المصري لا علاقة له الآن بالجانب الأثيوبي لأن الأخير طرف تابع وليس مستقل.. المفاوضات تتم مع المتحكمين والمهيمنين
والمسيطرين على العقل والأرض والسد الأثيوبي!
الإشراف على الرسائل العلمية
التفاوض يتم مع من
مصلحته الفعلية بناء السد! أثيوبيا لا تحتاج إلى مياه أو سدود! التفاوض يتم مع من
يصدرون أثيوبيا في المشهد، ويحيطون بها من كل جانب! هناك ضغوط تمارس
الآن.. ضغوط شديدة على الجانب المصري.. هكذا أرى!
وما إطالة أمد هذه
الفترة، ونعت البعض للمفاوض المصري بالتخاذل، وعدم التدخل كما ينادي الكثيرون، إلا
محاولة من طرفنا لتخفيف الضغوط والوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف! ويحفظ لمصر هيبتها
وقوتها ومكانتها وأراضيها!
لن تنتقص حصتنا في
مياه النيل.. ولكن هناك مقابلا لذلك! هذا المقابل هو محل
التفاوض بين الأطراف المعنية، وأثيوبيا ليست طرفا فيه!
أثيوبيا تنفذ ما
يملي عليها فقط، وإنما اللاعبون الرئيسيون يتلاعبون ويخططون ويملون شروطهم لتحقيق أغراض
أخرى باستخدام وتوظيف ذريعة السد! وأشعر بالمفاوض المصري،
وهو يرفض بقوة، ويراوغ بقوة، ويحاول بقوة.. قوة مصحوبة بذكاء، وفكر استراتيجي وتكتيكي
عالي جدا..
ماذا لو توقف الإعلام عن التغطية الدرامية للجرائم الإرهابية!!
الوضع فعلا خطير
جدا.. والقضية ليست، بالنسبة لي، قضية مياه، بل قضية "سيادة وطن".
ندعو الله أن يخفف
الضغط على الطرف المصري الذي أثق فيه كثيرا، والذي يسعي بكل ما أوتي من قوة لحفظ مصر
وأمنها وحدودها القومية!
اللهم انصرنا على
أعدائنا المتربصين بمصرنا.. تحيا مصر أبية قوية شامخة.
*كاتبة المقال أستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة