رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

معركة من أجل الحضارة

يقولون ليس العار أن يدخل أحدهم دارك رغماً عنك، ولكن العار أن يخرج سالماً، ويقول البعض إن القتال أيضا حضارة، حين يكون ضد الذين يريدون هدم الحضارة، وقتال الأتراك في سوريا، وفي العراق، وفي ليبيا هو قتال لوأد الحضارة، ودخول إلى الدار رغم أنف أصحابها.


الأتراك الذين خاضوا حروبا ضد اثنتي عشرة جارة لهم لم يقاتلوا يوما من أجل الحضارة، وإنما قاتلوا طوال تاريخهم المخزي ضد الحضارة، ارتكبوا مذابحهم ضد الأرمن المدنيين العزل، وقتلوا أكثر من مليون ونصف المليون مواطن بدم بارد، واعترفت بتلك المذابح دول عديدة، وهم في قتالهم طوال التاريخ كانوا يستخدمون المرتزقة، والتاريخ الحديث يؤكد تلك الحقيقة، فقد احتلوا بلادا وأخذوا أبناءها وشبابهم، ودفعوا بهم دفعا إلى معارك من أجل تحقيق مصالحهم.

أردوغان وعمر بن الخطاب
التاريخ يعيد نفسه.. فهم في سوريا أصحاب ضربات جوية، أما المحتلون على الأرض فهم روافد داعش، وكل ما هو متطرف ومرتزق من الحرب، وقتالهم في العراق يسير على نفس النهج، وقد جاءوا إلى ليبيا بخمسة عشر ألفا من المرتزقة، يوجهونهم إلى المدنيين في كل المدن التي وصلوا إليها ويرتكبون أبشع المذابح..

 

الأتراك لم يعرف عنهم الشجاعة في القتال، ولا خوض المعارك بشرف، وهم تاريخيا لصوص ثروات البلاد التي دخلوها قديما وحديثا، وآخر جرائمهم سرقة ذهب وأموال الليبيين من البنك المركزي وبرعاية إخوانية قادها إرهابى ينتمى إلى جماعتهم، يجلس فوق أعلى سلطة فيما يسمونها حكومة السراج..

 

والسراج مثل كل خائن وعميل يبحث لنفسه عن شرعية فيما يفعله من إدخال بلاده إلى نفق مظلم، ويسلمها إلى محتل لا يخفى في خطابه المعلن نواياه الاستعمارية، فيتفاخر بخلافة لم نر منها إلا كل صنوف الجهل والحمق والتخلف.

دولة ضد الاستقرار 

ومربط الفرس فيما يفعله أردوغان بالشقيقة ليبيا أنه لم يأت إليها مدافعا، وإنما جاءها غازيا وعابرا على أجساد المرتزقة الذين أصبحوا أهم سمات الحروب الحديثة، ولأن من في ليبيا مجرد عصابات وقتلة بالإيجار، فإنني أتمنى مثل غيري أن تكون معاركنا فيها ليست جيشا في مواجهة مرتزقة، وإنما ضربات على أهداف حيوية، وليتحرك الليبيون على أرضهم يحررونها من المغتصب الآثم ليعيدوه إلى أقرب مدفن صحى بعاصمته أنقرة..

 

وكما قلت سابقا فإن الحروب ليست نزهات، وليست أغنيات يرددها مطربون ومغنيون ومن خلفهم جماهير عريضة، إنما الحرب خدعة وقتال وقتل، وكر وفر، وثمن باهظ من دماء زكية أغلى من إهدارها، وليس معنى ما أقول غض الطرف عن أمن بلادي القومى، فالقادة العسكريون هم أولى بما يمكن اتخاذه من قرارات وتوقيتات يعلمونها هم ولا نعلمها نحن.


في حرب أكتوبر المجيدة كان الشارع المصري يتعجل القرار، فلم تستسلم القيادة العسكرية له في هذا الوقت، واختارت متى تتحرك ومتي تقاتل ومتى تنتصر فانتصرنا.


على أن قتالنا حضارة، أو قتال من أجل الحضارة، فوقف الهمجية التركية التي تعبث بأمن أمتنا العربية هو قرار حضارى في الأساس، يتخده صانعه من أجل أجيال عربية تئن تحت نير الاحتلال في سوريا والعراق وليبيا، ذلك هو الاحتلال التركي البغيض..

الحروب ليست "بوست" على الفيس

وكما قلت في مقال سابق فإن تركيا دولة عداء دائم، مع محيطها، ومع جيرانها، ومع إقليمها، تقتل في العراقيين والأكراد والسوريين والليبيين وتذكي نار الفتنة بين أذربيجان وأرمينيا، تركيا دولة تعيش على إثارة القلاقل ومحاولة الهيمنة لتقوم بما لم تستطع القيام به دولة صهيون.


ولأن ما يقوم به رجب طيب أردوغان هو تنفيذ وكالة عن الغرب وأمريكا، فلن تجد صوتا حقيقيا يتحرك على الأرض لمنع جرائم تركيا في كل ما يحيط بها من دول تعانى التدخل التركى، وهو الأمر الذي ينبهنا إلى أن قرارنا في الحرب توفرت له كافة المسوغات القانونية والسياسية، دون أن ننتظر أن تبارك خطانا دول نظنها حليفة، وعندما يتعلق الأمر بأمن بلادنا واستقرارها، فإنه فعلا لا صوت يعلو فوق صوت المعركة شاء من شاء وأبى من أبى!!

Advertisements
الجريدة الرسمية