مصر بين رجاء الجداوي ومحمود رضا وعبد الناصر!
في استراحة لالتقاط الأنفاس من الأحداث الساخنة حولنا نتوقف عند إثنين من أهم رموز قوانا الناعمة خصوصا في عصرها الذهبي فقدناهما الأيام الماضية..
رجاء الجداوي لم
تكن مجرد ممثلة تشارك في أعمال كبيرة ومهمة في السينما والمسرح والتلفزيون.. وإنما
دورها في تمصير فن عروض الأزياء الذي إحتكره الاجانب في مصر لسنوات طويلة.. تروي هي
بنفسها كيف سافرت مع وفد كبير للفنانين المصريين إلى الهند في زيارة للزعيم جمال عبد
الناصر إلي هناك..
قبل الصعود للطائرة
طلب عبدالناصر مصافحة المسافرين معه ومنهم الوفد الفني.. تقول هي إنه طلب من السكرتارية
أن يصافحه المصريون أولا.. يليهم الأجانب الذين يؤدون أدوار مهمة في بعض الأعمال وسيسافرون
مع الوفد أيضا.. وعند تقديمها للرئيس حياها وطلب منها أن تتولى مهمة تمصير مهنة عرض
الأزياء في وقت يتم تمصير كل شيء في بلدنا.. كانت فخورة بالمهمة.. وبالمشاركة في الوفد..
وأدت المهمة بنجاح!
التراجع "الخادع" لكورونا!
محمود رضا.. أكبر
وأعرض اسم في الفنون الشعبية في مصر.. أحد صناع البهجة الكبار للمصريين والعرب بل وللإنسانية
كلها.. رصيد هائل من الأعمال بكافة أنواعها وسيرة حسنة لم يضبط مرة واحدة في مشكلة
مع أي جهة.. ورغم محاولات استثمار المناخ المعادي لثورة يوليو وزعيمها في ظل ترك المجال
للإخوان يشوهون كل شيء، وكتاب ينافقون السلطة بالمشاركة في الحملة ويعيدون إنتاج أكاذيب
الاخوان بشكل أو بأخر، حاول البعض تشويه نقل تبعية فرقة رضا للدولة، وهو الحلم الذي
تتمناه أي فرقة خاصة..
لكن محمود رضا وزملاؤه
يروون كيف احتضنت الدولة الفرقة، وإن عبد الناصر طلب ضمها لوزارة الإرشاد القومي ـ
الثقافة فيما بعد ـ قبل حتى قرارات التأميم.. وكانت الوزارة تقوم بدور وزارة الإعلام،
وكان توجيه عبد الناصر أن يتم ضم الفرقة للتلفزيون الذي تأسس وانطلق عام 1960..
وهو ما وفر للفرقة
الإمكانيات الكبيرة وارتفع عدد الراقصين من 15 إلى 80 والكورال والفرقة الموسيقية من
25 إلى 100 فضلا عن المقرات والتنظيم الإداري.. مع بقاء اسم الفرقة كما هو!
عندما سألوا أنغام !
إلا إننا أيضا نتوقف
عند عودة محمود رضا من فرنسا بعد عمله مع فرقة أرجنتينية.. تقدم الفلكلور الأرجنتيني..
إذ يسأل نفسه: ولماذا لا يقدم أيضا الفلكلور المصري!
فترك باريس ومستقبله فيها وعاد إلى بلده يبحث عن تراث شعبه وكانت الدولة أصلا قد كلفت زكريا الحجاوي بجمع التراث الشعبي في حركة ثقافية كبيرة وقتها تكاملت مع بعضها ثم كان ما كان مما تعرفونه!
مصر في ضمير فناني
مصر.. مصر ومصالح شعبها بتراثه وقيمه.. وهو ما نأمل أن نراه من فناني اليوم!
رحم الله الجميع..