رئيس التحرير
عصام كامل

معركة السد الإثيوبى تشتد !

بعيدا عن التفاؤل والتشاؤم يمكن القول إن أزمة السد الإثيوبى لا يلوح فى الأفق الإثيوبى ما يفيد أنها سوف تنفرج قريبا.. بل إنها فى ظل الاضطرابات والاحتجاجات التى تشهدها إثيوبيا الآن والتى سقط فيها قتلى سوف تزداد حدة، مع أن الاتحاد الأفريقى حدد مهلة أسبوعين، انقضى منها قرابة الأسبوع، للتوصل إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان لتشغيل السد الإثيوبى.

 

فهذه الاحتجاجات والاضطرابات تضغط كثيرا الآن على رئيس الحكومة الإثيوبى ابى أحمد، لأنها تمثل انتفاضة شعبية ضده من أبناء قبيلته الأورمو التى تمثل القبيلة الاكبر فى إثيوبيا.. بل ومن حليفه السابق جوهر محمد الذى ينتمى لتلك  القبيلة والذى لم يكتف بالدعوة لهذه الانتفاضة ضد ابى أحمد لأنه صار ديكتاتورا..

 

سامح شكرى

 

وإنما أعلن عن عزمه المشاركة فى الانتخابات المقبلة ضده، ملمحا إلى أن الحليف السابق (ابى أحمد) يرتب لقتله كما تم قتل فنان شهير كان يطلق عليه مغنى الثورة الشعبية التى أطاحت بديسالين من الحكم، وجاءت بأبى أحمد مكانه ، وبعدها تم اعتقال جوهر!

 

وهكذا انفجار الخلاف بين رفاق الأمس الثلاثة، والذى أسفر عن مقتل أحدهما وإعتقال الاخر، فجر تلك الانتفاضة الشعبية فى إثيوبيا التى تهدد استمرار آبى أحمد فى الحكم، وبالطبع فإنه سيكون مشغولا أكثر بهمومه الداخلية عن أمر التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان بخصوص سد النهضة.


بل إن الأمر يتجاوز الانشغال .. فإن آبى أحمد صاحب الخلفية المخابراتية منذ أن جاء إلى الحكم وهو يستخدم السد الإثيوبى أداة لحشد الإثيوبيين حوله، وهذا ما يفسر التعنت الإثيوبى فى المفاوضات ومراوغتها في التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان لتشغيل هذا السد..  

 

معركة سد النهضة تتصاعد

 

وعندما إنفجرت الانتفاضة الجماهيرية الآخيرة ضده فسرها ابى أحمد بأنها من عمل أعداء لإثيوبيا فى الداخل والخارج لمنع الاثيوبيين من إتمام عمل بدأوه..  

 

لذلك آبى احمد يستفيد شخصيا وسياسيا من استمرار أزمة سد النهضة لتوطيد حكمه.. وهذا أمر يجب ألا نغفله ونحن ندير معركتنا لمنع إثيوبيا من التحكم فى مياه نهر النيل الأزرق.   


الجريدة الرسمية