معركة سد النهضة تتصاعد
من يتابع حالة التعبئة الشعبية التى تقوم بها الحكومة الإثيوبية فى إثيوبيا حول سد النهضة يمكنه أن يستنتج إننا إزاء مواجهة ليست سهلة مع تلك الدولة التى تريد أن تفرض سيطرتها وهيمنتها على نهر دولى هو النيل الأزرق ، بالمخالفة لقواعد القانون الدولى وتعهداتها فى اتفاقات مبرمة معنا..
فالحكومة الإثيوبية أعنلت خلال التعبئة الشعبية أعلى شجرة التطرّف فى المواقف وسيكون نزولها صعبا من فوق هذه الشجرة أمام الاثيوبيين ، فى ظل إثارة نعرات العداء لمصر والمصريين .
ماذا نريد من الصحافة والإعلام ؟!
ولكن
من يتابع أيضا مضمون الحملات الاعلامية المعادية
لمصر التى ترعاها الحكومة الاثيوبية فى آطار هذه التعبئة الشعبية سوف يستنتج أيضا أن
تلك الحكومة منزعجة من عملية الضغط التى نظمتها مصر عليها اقليميا فى الإطار الافريقى ودوليا بالذهاب إلى مجلس الامن..
وهو الضغط الذى صار أكثر فعالية بعد التحول فى الموقف السودانى الذى ابتعد عن اثيوبيا واقترب من مصر بعد اكتشاف السودان إنه سوف يتضرر من سد النهضة وربما أكثر من مصر كما يقول مسوءلوه الأن.
ولذلك
يتعين ان نستمر فى تكثيف هذا الصغط على اثيوببا ، سواء أثمر اللقاء التشاوري الذى دعا
اليه مكتب الاتحاد الافريقى مع الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) أو لم يسفر
عن نتائج ذات شان ، وأيضاً سواء انتهت جلسة مجلس الامن الاثنين المقبل لنتيجة إيجابية
ام لم تسفر عن شىء أيضا..
وذلك لأن حكومة إثيوبيا لن تنصاع للقانون الدولى إلا تحت ضغط مكثف وقوى ومستمر ولا يتوقف حتى تستشعر بضرورة أن تتوصل إلى إتفاق معنا والسودان حول تشغيل وملء سد النهضة وتتخلى عن اوهام السيطرة على النيل الأزرق ..
إننا نخوض معركة صعبة سوف تحتاج جهدا كبيرا وعملا متواصلا واستخداما لكل ما نملكه من أسلحة وفى ذات الوقت يتعين أن نبحث عن وسيلة وأكثر للتواصل مع الرأى العام الاثيوبى لشرح حقيقة موقفنا القائم على التعاون مع الشعب الاثيوبى والداعم له فى النهوض ببلده وتنمية اقتصادها ليكتشف كذب حكومته عليه ، فان ذلك سيكون ضروريا لاحكام الضغط على الحكومة الإثيوبية.