رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا جاءت تركيا إلى طرابلس؟


ليس الفارق كبيراً بين القابعين على إعلام الإرهاب في إسطنبول وبين بعض المطلين علينا من إعلامنا بكثير؛ فكلاهما يتناول قضايا مصيرية بكثير من الجهل والحمق والسطحية.. الفارق أن هناك جهلاً تآمرياً يجسد للخيانة الوطنية بكل أنماطها وأشكالها وأنواعها، أما الجهل هنا فجهل وطني يقتل صاحبه وهو الظان بأنه يحميه.


زفة العمدة التي ألقى بها بعض الإعلاميين في بلادنا حول خطاب الرئيس الأخير ورسائله المهمة لا تضاهيه جهالة مثل تلك التي يرتكبها من باعوا ضمائرهم ووطنهم في محطة العدو الدائم التركي، فالأمر جلل وخطير ويحتاج إلى تبصرة تنير الطريق وتدعم الوطن والجيش في مواجهة تركيا التي يصفها الجغرافيون بأنها تقع في قلب مثلث الشيطان.


الحرب ليست نزهة، وإنما قرار مصيري يحرك جيوشا لتقاتل من أجل الشرف والأمن ودرء الخطر عن وطن لا يجد سبيلا آخر إلى غايته إلا بالحرب، من أجل ذلك قال الرئيس جيش مصر قوي يحمي ولايهدد.

 أردوغان.. بين المغامرة والمؤامرة


يقول المخضرمون من الدبلوماسيين إن تركيا هي بلد العداء التاريخي ليس للعرب وحدهم وإنما لمحيطهم كله من اثنتي عشرة دولة تحيط بها.. بلد تتنازعه الهويات المتباينة، طورانيون وغربيون وإسلاميون، والشرق الأوسط بالنسبة لهم توكيل من القوى الغربية وأمريكا المتحالفون معها بديلا 00

عن الكيان المحتل في فلسطين التاريخية.


قراءة متأنية لكتاب "كفاح الأرمن من أجل عروبة لواء الإسكندرونة" تكفي لكي تعرف كيف لبلد يؤرخ له بأنه أول دولة مسيحية في التاريخ الإنساني دافعت عن عروبة أرض عربية سورية، وكيف لبلد -تركيا- يوهم عالمنا الإسلامي والعربي أنه بلد الخلافة..

 

 

كيف لبلد الخلافة أن يحتل أرضا عربية ويغير من طبيعتها ولغتها لتصبح فيما بعد تحت اسم جمهورية هاتاي ويصبح تركيا بمؤامرة فرنسية وغربية. ولواء الإسكندرونة الذي دافعت عنه أرمينيا المسيحية مع مجاهدي الدولة السورية أرض عربية تقع شمالي سوريا ومع اتفاقية أنقرة في ٢٠ أكتوبر ١٩٢١م اعترفت فرنسا لتركيا بحق السيطرة عليه مقابل امتيازات حصل عليها الفرنسيون.


السراج ليس خائنا أو عميلا

 

ومع قتال الأرمن والسوريين دفاعا عن اللواء كانت تركيا الإسلامية بلد الخلافة تمحو هوية الإقليم تماما وتغير لغته وتمحو ذاكرته، حتى جاءت الانتخابات النيابية في الإقليم تحت إشراف لجنة دولية، فتعاون الأرمن والسوريون ونجحوا في إعادة الأوراق إلى عروبة اللواء غير أن فرنسا وتركيا تدخلتا وزورتا الانتخابات وأصبح اللواء جمهورية هاتاي وبذلك امتلكت تركيا مدخلا شرقيا إستراتيجيا على البحر المتوسط.


القارئ الجيد للدور التاريخي الاستعماري لتركيا لا يمكن أن يتجاهل الحصار المستمر من الأتراك لأرمينيا ولا دورها في تعطيش العراقيين والسوريين أثناء الهجمة على بغداد بتوكيل غربي، ولا يمكن أن يتناسى التحالف التركى الصهيوني ولا يمكن أن يغض الطرف عما تفعله في الموصل ولا يمكن أن تعمى عيناه عن التواجد الغربي في تركيا ولا دخولها حلف شمال الأطلسي.


تركيا دولة تعيش على العداء الدائم وإشعال الحروب والسيطرة، وما فعله سراج ليبيا كان قد انتوى فعله في مصر سراج القاهرة -محمد مرسي وجماعته- والأيام التي تربعوا فيها على عرش الوطن شهدت أولى تباشير تسليم مفاتيح القاهرة للخليفة العثمانى أردوغان لولا يقظة الشعب المصري وامتلاكه لجيش وطني تدخل في الوقت المناسب.

 

30 يونيو..عندما يرفض الشعب وصاية العملاء

 

جرائم تركيا ضد الإنسانية مسجلة في كتب التاريخ، والواقع الذي نحياه ليس إلا مرآة تعكس ما تخطط له أنقرة وفق ما تمليه عليها جغرافيتها السياسية.


من أجل ذلك جاءوا إلى ليبيا، ومن أجل ذلك كانت القاهرة هدفهم وغايتهم، ومن أجل ذلك لن يتوقف الزحف التركي عند طرابلس.. تحية مباركة لجنود يقفون على أهبة الاستعداد، ولايزال الملف مفتوحا بعيدا عن الطنطنة والسطحية والعته الإعلامي!!

Advertisements
الجريدة الرسمية