أردوغان.. بين المغامرة والمؤامرة
في اليوم التالى لمؤتمر برلين حول المسألة الليبية نقض الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ما وقع عليه وتعهد به أمام العالم وملخصه المساهمة في إحلال السلام على الأراضي الليبية، وعدم إدخال أسلحة إلى أي قوة على الأرض، تمهيدا لفك الميليشيات وإخراجها من المشهد الليبي.
تسربت معلومات دولية حول استمرار التورط التركى في مد بائع ليبيا له العميل فائز السراج بالسلاح والعتاد.
بعدها بأيام قليلة بدأت الميديا العالمية تتحدث عن عمليات إنزال لمرتزقة وإرهابيين على سواحل طرابلس، ثم تلا ذلك الحديث عن وصول شحنات مدفعية تركية، واستخدام سفن تحمل أعلاما لدول عربية وهي الصفقة التي قيل إنها دفنت تحت الرمال بقصف مجهول.
اقرأ ايضا: الإعلام والأخوة الإنسانية
استمر الرئيس التركى في تحديه للعالم حتى تحدث الرئيس الفرنسى ماكرون حول المسألة بالتفصيل معلنا دعم فرنسا والاتحاد الأوروبي لليونان ضد العجرفة التركية، والسؤال: هل أردوغان مغامر أم مقامر أم أن هناك قوى صورت له الأمر على غير حقيقته لتوريطه وتوريط جيشه في ليبيا؟
الحقيقة أن تصرف أردوغان حمل من العلنية ما يجعلنا نتصور أن هناك من أوعز له بالمضي قدما في طريق نقض ما تعهد به في العاصمة الألمانية برلين، خصوصا أن المواجهة الفرنسية بدت حاسمة وجازمة وعملية، بعد تحرك وحدات من البحرية الفرنسية صوب اليونان لمواجهة الأمر.
اقرأ ايضا : لماذا يجب أن نكره إسرائيل؟!
التزام مصر بما آل إليه مؤتمر برلين يضعها في موقف أفضل بكثير وعلى عكسه يفقد فائز السراج رئيس حكومة الميليشيات وزنه السياسي، ليصل إلى محطة الخيانة العظمى، حيث يسعى مع تنظيمه الدولى بقيادة أردوغان إلى بدء المذبحة التي تخطط للشعب الليبي، فالسلاح والمرتزقة والإرهابيون الذين يساقون إلى طرابلس إنما يساقون ضد الشعب الليبي الذي يعاني من ويلات الإرهاب الأسود وآن الأوان أن ينعم بقسط من الاستقرار أقره مؤتمر برلين.
اقرأ ايضا : طبول الحرب على الأبواب
المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل تحدثت في الأمر، ولا يمكن تصور أن ألمانيا دخلت بهذا المؤتمر إلى ساحة القيام بدور دولى يمكنها إغفال ما يفعله الرئيس التركى الذي يضع نفسه في خانة السعى إلى إشعال الاراضي الليبية بصراعات ستطال نيرانها الضفة الأخرى للمتوسط ، ولن تسلم منها دول الجوار، وسيكون وقودها الشعب الليبي الذي يدفع ثمن جنون وخيانة حكومة الوفاق غير الشرعية.
الأيام القادمة حبلى بما يمكن أن نتصوره مفاجآت، إما أن تقطع اليد التركية في المنطقة كلها، أو أن تصبغ التراب الليبي بدماء يختلط فيها الشهداء بالمرتزقة، ويضيع فيها بلد عربى آخر بعد كل ما جرى ويجرى في سوريا الأبية.