بالفيديو.. مسرح جامعة حلوان يجسد قهر المرأة في "اللعبة الخطرة"
قدمت الفرقة الرابعة من قسم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان عرضًا مسرحيًا على خشبة مركز الهناجر للفنون على مدى يومين، بعنوان "اللعبة الخطرة" معالجة درامية وإخراج فريد النقراشى، المدرس بالقسم، ومن تمثيل طالبات الفرقة الرابعة اللاتى قدمن العرض كمشروع تخرجهم فى نهاية العام الدراسى.
تدور أحداث العرض حول "نانيتا" تلك الفتاة الجميلة اليتيمة التى يتبناها أحد العلماء النفسيين "دكتور إيلين" ليجرى عليها تجاربه التى يسعى من خلالها لنزع مشاعر الحب والعاطفة منها وقتل الغريزة الأنثوية بداخلها ليثبت للمجتمع نجاحه فى نظريته بشأن إمكانية قتل شهوة الحب والجنس لدى أى إنسان.
فى الوقت الذى يسعى فيه بعض النسوة من معارف وأقارب "دكتور إيلين " لإثبات فشل تجربته من خلال جذب مشاعر الفتاة نحو الحب والانطلاق والحرية، وتظل الفتاة الحائرة مشتتة بين الطريقين حتى ينتهى الحال بها إلى أن تنجذب للحب ولكنها تكتشف أنه لم يكن سوى "لعبة" لخداعها نكاية فى الطبيب المربي.
الرواية تعكس حالة القهر التى تعيشها المرأة فى المجتمع العربى الشرقي، حيث يفرض عليها قيودًا فى التعامل مع مشاعرها ورغباتها ويتعامل معها بوصفها شيئا منبوذا وعورة يجب سترها، وهو ما نجح العرض المسرحى بالفعل فى تجسيده بشكل فنى على خشبة المسرح منذ الدقيقة الأولى من خلال استخدام وجوه الأشباح التى تحاصر "نانيتا" كلما فكرت فى معنى الحب والسعادة.
وجاء استخدام الرموز موفقًا من المخرج سواء فى التعامل مع "دكتور إيلين" بأنه الجمهور الحاضر أمام العرض ليلقى بالاتهام على المجتمع بأكمله، أو الدراجة الثابتة التى تدور فى مكانها كلما تحدثت أى فتاة عن مشاعرها الداخلية، أو قيام فتاتين بدور البطلة واحدة تجسد الشخص الظاهر لنانيتا والأخرى تعكس رغباتها وأحاسيسها الداخلية التى تخشى البوح بها، أو الستار الذى يظهر علاقة الحب بين "الخادمة ماريا" والسائق بأنها مجرد خيال أو ظل.
ونجحت الموسيقى والمؤثرات الصوتية والضوئية نجحت فى نقل الحالة بشكل حرفي؛ وساهم فى ذلك إتقان الممثلات الحركى اللحظى مع تلك المؤثرات، كما كان اختيار الملابس ملائمًا لطبيعة كل شخصية.. والذى غلب عليه اللون الأسود فيما عدا "ظل نانيتا" التى ارتدت ملابس وألوان تعبر عن الأنثى الجميلة المنطلقة ولكن لا يراها أحد.
أداء الممثلات تباين بين الممتاز والجيد والضعيف، سواء على مستوى التمثيل أو الإتقان اللغوى – وهو أمر طبيعى لطالبات لم يتخطين بعد مرحلة الدراسة – كما جاء أداء فتاتين لدور "رجلين" أمرًا كوميديًا إلى حد ما رغم جدية الدور –مع الوضع فى الاعتبار أن جميع طلبة الدفعة من الجنس الناعم– كذلك الحال فى أداء الفتيات لدور الأشباح والذى جاء أيضًا مفتعلًا وكوميديًا فى عدة لقطات.