رئيس التحرير
عصام كامل

انقسام العالم العربي


إن الصراع الذي يقوده نظام بشار الأسد في سوريا من أجل البقاء يقسم العالم العربى ويمثل صدعا في تاريخه، ويعد هذا الانقسام في العالم العربي هو الأول منذ اندلاع حرب الخليج عام 1990م، حيث يعد العالم العربى الآن شطرين، فنظام بشار الآن يحل محل نظام صدام حسين في العراق آنذاك، والفارق أن بشار يتوقع لنفسه نهاية طيبة عن الذي لحقت بنظيره الدكتاتوري "صدام".


في الآونة الأخيرة منذ أن عمقت إيران تورطها في الحرب الأهلية في سوريا وسفك دماء المعارضة باتت العلاقات بين القاهرة وطهران أكثر سوءًا فضلًا عن أن حالة التوتر التي شهدتها مصر تحولت لفتنة تساهم في تقسيم العالم العربى والإسلامى بين شيعة يؤيدون نظام الأسد وسنة يدعمون الثوار.

وخلافًا للتصدع الذي يشهده العالم العربى حاليًا فإن الأحداث تذكرنا بأيام الحرب الباردة، حيث إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بتأييده لنظام بشار يقف ضد الولايات المتحدة بزعامة باراك أوباما المؤيدة للثوار.

وخلافًا أيضًا للدافع الدينى فإن الضغوط الأمريكية التي تمارس ضد مرسى هي التي جعلته يتخذ قرار قطع العلاقات مع سوريا، حيث إن مصر تعتمد على المساعدات الأمريكية المالية منها والعسكرية فضلًا عن سفن الغلال التي ترسو في الإسكندرية لسد حاجة عشرات الملايين الجائعة من الشعب المصرى، هذا إلى جانب أن قطع العلاقات مع سوريا زاد من حدة الشرخ في العلاقات بين طهران والقاهرة.

وعلى الرغم من أن الأردن حتى الآن لم تأخذ ردًا صريحًا بشأن موقفها من نظام بشار إلا أنها في الوقت ذاته تسمح للولايات المتحدة بالقيام بمناورات عسكرية على حدودها مع سوريا وتسهل لها دخول الصواريخ الباترويت ومساعدات للثوار السوريين، علمًا بأن الإمدادات والأسلحة لم تدفق من الأردن فقط للثوار السوريين ولكنها تأتى من الشمال أيضًا مع تركيا، فأردوغان قبل أن يواجه الغضب الشعبى في بلده كان يحلم أن تكون هناك ريادة إسلامية للعالم العربى تحت راية الإمبراطورية العثمانية، وبعد أن كان ذو علاقة قوية مع نظيره بشار ها هو الآن يتنصل ويدعم الثوار ويطالبه بالرحيل.

ويشهد العالم العربى حالة من التخبط نتيجة الأزمة في سوريا والتي ساهمت في انقسامه، ولا يزال الأسد بين مؤيد له في كل من روسيا وإيران ولبنان والعراق وبين معارض ضده في كل من الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر.
نقلًا عن معاريف
الجريدة الرسمية