24 ساعة عمل
حيرتنا الحكومة صراحة بقرارات فرض الحظر الجزئي ثم رفع الحظر أو تقليصه لأربع ساعات، ضمن إجراءاتها المتباينة لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
ملاحظة هامة؛ تكمن فى أن خطورة ذروة الإصابة اليومية فى الساعات الأخيرة السابقة على الحظر، والتى تشهد إزدحاما كبيرا بين المواطنين العائدين من أعمالهم، وأيضا المسافرين، وداخل الأسواق والمحال التجارية المقدمة لخدمات وسلع.
كذلك على الطرق الرئيسية والمحاور، ناهيك عن الساعات الأولى والأخيرة داخل مصالح حكومية قلصت عدد موظفيها وفترات عملها، أو ما تشهد تكتلات كبيرة كالبنوك ومكاتب البريد والشهر العقاري والأحوال المدنية والتراخيص.
اقرأ ايضا: تشويه الأب المصري فى إعلانات التسول
مجددا؛ تعود الأنشطة بقرار لم يكن لحاجة إلى استثناءات كبيرة، طالما أن اعتمادا أساسيا على احتياطات المواطن ووعيه، لكن ربما كنا بحاجة لأفكار غير تقليدية لحماية المواطنين من انتشار فيروس كورونا، وكذلك تخفيف التكدس على أماكن تشكل أسبابا للإزدحام اليومى أمامها وداخلها.
هنا يأتى مقترح تشغيل مصالح وأماكن على مدار اليوم، كأن نجد مصانع تعمل بنظام الورديات المتتابعة "٨ ساعات" لثلاث فترات مع تخفيف عدد العمالة داخلها حفاظا على العنصر البشري، وكذا فى أماكن تقديم الخدمات الحكومية والمصرفية وغيرها.
سيكون هناك تصور لأن تظل أماكن مفتوحة طوال اليوم، تباشر نشاطها وتتيح فرص تواجد المواطنين داخلها فى الأوقات المناسبة لهم وليست التى تقررها إداراتها، وتقسم الأنشطة والخدمات بحسب طبيعتها لتتيح تباعد أكبر بين الناس وتضمن حماية وسلامة مقدمى الخدمة أنفسهم.
اقرأ ايضا: "الولاد والأرض".. توثيق إلكتروني لسير الشهداء
ستعمل المحاكم على مدار اليوم وتوزع القضايا بحسب نوعياتها ودوائرها على فترات داخل مبان لا تسمح طبيعتها بإزدحام فى الأساس، وستحمى قواعد تسيير العمل المترددين عليها من مجتمعات شتى يعانى بعضها إصابات بالفيروس وقد ينقل أحد أفرادها المرض لأخرى فى ساعة "خصومة قضائية" دون علمه.
الأندية ومراكز الشباب والمراكز الرياضية الخاصة، ستتاح للقائمين عليها فرص تنظيمها وتعقيمها على مدار اليوم حماية للمترددين على أنشطتها، وتصبح حماية العاملين بها صحيا ممكنة.
الفنادق والمنشآت السياحية والمطاعم، سيصبح تطبيق الحجز المسبق لشريحة 25 % من زبائنها ممكنا، مع حماية أكبر لهم بتبادل الخدمة بين جمهور غير منتظم بالضرورة فى التردد عليها لفهم طبيعة بيئته وطبيعة انتشار الفيروس داخل مجتمعه.
اقرأ ايضا: مبادرة "الثقافة" تستعيد جمهور المعرفة والفنون
تظل دور العبادة معضلة ثقافية لكل من تتكرر سيرتها أمامه فى أجواء كورونية مستمرة، وظني أن تطوير إدارات الأوقاف وأفكار القائمين عليها يظل جزءا أساسيا من معادلة صعبة فى التعامل مع المترددين عليها.
لن تجد مبنى مغلقا أو خدمة منحصرة فى توقيت بعينه أو متجرا يتزاحم عليه البشر أو مصلحة حكومية يتنازل أمامها المواطنون عن كبريائهم وعافيتهم، وربما صارت الحياة طبيعية حقا كما تريدها الحكومة يتعايش خلالها المواطنون مع جائحة كورونا دون كلفة الدخول في تنازع حول الاقتصاد أو الصحة أولا.
يمكن للنشاط أن يعود إلى طبيعته، لكن بقواعد مختلفة لحماية البشر والاقتصاد وضمان خدمات "غير ضارة"، ربما الكلفة طاقة أكبر، لكن سبل الحماية قد تكون أعظم للناس، وسيكون المواطنون أهدأ فى مشاهد التقارب اليومى والاختلاط، لكن بوجود خيارات أكبر للتوقيت والأماكن، وطالما كانت التجربة حكما يكون المقترح حاضرا أمام دولة رئيس الوزراء.