القبائل الليبية.. خريطة القوة والنفوذ على أرض عمر المختار
على مدى عقود شكلت القبائل الليبية قوة حقيقية مؤثرة في مختلف مفاصل الدولة وفي أروقة السلطة في ليبيا منذ عهد العقيد معمر القذافي وهو الأمر الذي ظهر جليا في الوقت الراهن بعد إعلانهم دعم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ضد مليشيا الوفاق وهو ما أكد عليه الدكتور محمد المصباحي رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ القبائل الليبية بأن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي يأتي استجابة لمطالب الشعب الليبي والتي حققها الزعيم عبد الفتاح السيسي بدبلوماسية عالية مؤكدا على أن النظام التركي بقيادة أردوغان والنظام الحمداني والإخوان يريدون جعل ليبيا مرتعًا للخراب وسرقة ثروات الشعب الليبي من خلال دعم تنظيم السراج.
وتبرز فيتو خلال التقرير التالي خريطة القبائل الليبية شرقا وغربا وجنوبا، ومدى نفوذها في المجتمع الليبي.
قبيلة "الورفلة"
في الغرب الليبي تبرز قبيلة "الورفلة" كواحدة من أكبر القبائل الليبية ويقدر عدد أفرادها بمليون شخص ما يعادل سدس الليبيين ولها 52 فرعا وتتمركز في جنوب شرقي العاصمة طرابلس بدء من منطقة بني وليد غربا وحتى بنغازي شرقا ويصفها المراقبون بأنها قوة رئيسية ضد الإسلام السياسي والجماعة الليبية المقاتلة.
ترهونة تتمركز قبيلة ترهونة في غرب العاصمة طرابلس ويعادل تعداد أفرادها ثلث سكان طرابلس ويقدر عدد فروعها بـ60 قبيلة وقد انتمى قطاع كبير القوات المسلحة الليبية إلى هذه القبيلة ومنهم المشير خليفة حفتر، الذي تلقى منها دعما قويا خلال هجومه على طرابلس بعد أن وعدهم الوعود بالمناصب الرفيعة في حال انتصاره.
وفي المنطقة ذاتها تبرز قبائل "مصراتة" التي ترتبط بعلاقات قوية مع قادة المجموعات المسلحة في الغرب الليبي.
قبائل برقة
وفي شرق البلاد، تشتهر القبائل باسم "قبائل برقة" وتعتبر الداعم الرئيسي للقوات المسلحة والشرطة وتتألف من قبائل العبيدات والمغاربة والبراعصة والمسامير والعواقير، وتتمركز في أقصى الشرق، في منطقة الجبل الأخضر في مدن القبة وطبرق وبنغازي والبيضاء وهذه القبائل لها امتدادات داخل الأراضي المصرية حتى مرسى مطروح والإسكندرية.
قبيلة القذاذفة مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي ينتمي الي قبيلة القذاذفة المتمركزة في منطقة سبها في وسط البلاد وسرت على شاطئ المتوسط، وتعتبر من أكثر القبائل تسلحا، وكان القذافي يعتمد عليها في حمايته وحماية أسرته.
قبائل الجنوب الليبي وفي الجنوب الليبي بحسب تقرير نشرته " موت كارلو" الفرنسية، ، يتحدث بعض المتخصصين عن صراعات بين قبائل "عربية" مثل قبيلة الزوية وأخرى تنحدر من أصول إفريقية مثل قبيلة "التبو" وقبيلة "أبناء سليمان" وهي أكبر قبائل الجنوب وتتمركز في مدينة سبها عاصمة الجنوب ولكنها تنتشر من منطقة هراوة وحتى بحيرة تشاد، ويبدو أن هذه القبيلة تمتعت بنفوذ ما منذ الملكية ومرورا بعهد القذافي.
أيضا في أقصى الجنوب، توجد قبيلة "الطوارق"، ذات الأغلبية الأمازيغية، والتي عانت من قدر كبير من التهميش وحرمت من حقوق أساسية مثل الرقم الوطني وأوراق الهوية وجواز السفر، وتتمتع هذه القبيلة بامتدادات في الصحراء الكبرى وتتوزع بين عدة دول إفريقية.