إعلام يليق بمصر
في هذه الأيام تكثر الشائعات وسيكثر الجهل بين الناس.. طاقة الخوف ستسيطر على فئة معتبرة من الشعب وفي مثل هذه الحالات تحتاج الوعي والإيمان القوي لأن العامل النفسي سيكون الفيصل..
ستكون أيام مرهقة ومتعبة لكن في الأخير كل شيء سيمضي بحلوه ومره. والبطل في معركة الوعي الراهنة هو الإعلام الناضج المهني المحترف الوطني وبالطبع إدارته، لذا فإن البداية في تسريع تغييرات الأجهزة الثلاثة التي تدير المنظومة الإعلامية الراهنة، وتعيين الكفاءات والخبرات ومن لديهم رؤية مهنية وطنية وتعيش تطورات العصر والأمر المؤكد أن الوضع صعب..
وصانع القرار في أمس الحاجة للتركيز في الملفات الخطيرة التي يديرها ويحتاج إن يلتف الشعب كله حوله في هذا الوقت العصيب، لذا فإنه من المعلوم بالضرورة كفرض عين أن.. ننسى خلافاتنا.. ونتوحد خلف الدفاع عن أرضنا وكرامتنا وحقوقنا ولن يتأتى ذلك إلا بإعلام محترف، يستعيد روح اكتوبر و30 يونيو بلم الشمل، وذلك بالعمل المحترف الذي يبتعد عن التوجيه المباشر الذى يقابل غريزيا بالمقاومة.
اقرأ أيضا: دفاعا عن كتائب مصر الطبية
وتلك على رأي أحد الزملاء عصا موسى التى تبتلع كل الافاعى ذلك لأن. النموذج الجيد والقدوة الحسنة والأداء المحترف فى قنوات وصحف الدولة تخلق سياقا عاما وذوقا عاما وإيقاعا عاما يساعد المواطن بصورة غير مباشرة على الاختيار.. والحل السحري لإدارة ملف الإعلام لتقديم خطاب مهني يتمثل في غرف الأخبار الشاملة لخلق حالة من التكامل.
بين المطبوع والمرئى والإلكتروني وفرق السوشيال ميديا التى تعمل على محتوى تلك الوسائط وتروج لمحتواها المهنى الراقى. كما فعلت الدير شبيجل الألمانية وعدد من الصحف والمجلات التى استطاعت أن تنهض بتلك الصيغة، والفقد فى نسبة توزيع الورقى وتم تعويضه وزيادة نسبة القراء والمشاهدين والمتابعين من خلال الفضائى والالكترونى، ويترك العمق والمعالجة الخاصة للمطبوع المربوط اصلا بوسائط إلكترونية.
اقرأ أيضا: منحة كورونا الاقتصادية لمصر
ومن المهم ترويض الإعلام الرياضي الخاص الذي يقدم الفتنة والتعصب والتشرذم يوميا وبإصرار فج بدون أن تتصدى له هيئات تنظيم الإعلام، مما أعطي بعضهم وضعا متورما متخفيا تحت حصانة الدولة..
أما القضاء على الفوضى الفضائية فيبدأ بحصر كل القنوات وتوفيق أوضاعها وفقا للقانون والقواعد المنظمة، وإعلان شكل الملكية ومنع الاحتكار والتضارب، والشفافية فى الاجراءات، وإلزام الجميع بأكواد ومواثيق وقواعد مهنية واحدة، تطبق على الجميع طبقا لقواعد معلنة تسهل عملية الحساب وآليات لضبط الإيقاع العام..
بحيث لا تتعارض قواعد الانضباط مع الحريات والمهنية وتحفظ لسلطة التنظيم والترخيص هيبتها.. نريد إعلاما يليق بدولة مثل مصر. يكاشف الناس بالحقائق.. ويشرح لهم الأوضاع على الأرض.. ويشركهم في القرارات المصيرية القادمة.. حتى يصبح الشعب والقيادة يدا واحدة لا يمكن فصلهم من بعض..
اقرأ أيضا: الدولة العميقة في مصر
فنحن أصحاب حق.. ومعتدى علينا من رجل أهوج يؤمن بأنه خليفة المسلمين.. ورجل ماكر يريد الإستيلاء على حقوقنا المائية كما أن تنظيم وسائل التواصل الاجتماعى ضرورى لتعزيز الحق فى حرية التعبير وليس لتقييده. ويجب أن تكون وسائل التواصل الاجتماعى نوادى مفتوحة لحرية التعبير طالما أن ذلك لا يتعارض مع الدستور والقوانين، ولهذا فإن احتكار إدارة شركات التواصل للحق المطلق فى الحذف بدون مرجعية قانونية يجب أن يقنن.
وكما هو معلوم دوما إنه لكى تتغلب أى دولة على أي تحدي خارجي لابد من وحدة جبهتها الداخلية أولا.. فما بالك لو كانت الدولة تواجه أربعة تحديات خارجية متزامنة تحيط بها من كل جهاتها.. وأن يحدث ذلك تحت ضغط وباء عالمي متفشي دمر السياحة والاستثمار والاقتصاد.. فلنتوقف عن إشعال أية خلافات داخلية ولنتحد معا فى مواجهة التحديات الخارجية المتصاعدة..
لا يعقل أن يستمر الإخوة فى الشجار بينما تهدد النيران بيتهم.. فلنطفئ نيران خلافاتنا الداخلية قبل أن تلتهمنا النيران المتصاعدة حولنا، والبداية بتأسيس إعلام يرتقي لكل تلك الجوائح.