رئيس التحرير
عصام كامل

جمال حمدان: مصر عقدة تركيا الدائمة!

هل هناك عداء قديم بين مصر وتركيا؟!  هل بادرت مصر فى يوم من الأيام العداء مع أحد من دول العالم؟ يقول عاشق مصر العبقرى الدكتور جمال حمدان فى كتابه "استراتيجية الاستعمار والتحرير- مذكرات فى الجغرافيا والسياسة": "مصر ظلت وستظل تمثل للأتراك كل العقد"..

 

وأيضا يقول: "جيش مصر العظيم يمثل أبرز العقد للأتراك"، ويبرر السبب لهذا فيقول: "ولن ينسى الأتراك ما فعله الجيش المصرى بجيوش السلطان محمود الثانى فى معركة نصيبين 1839"!

 

تذكرت هذه الكلمات التى تمثل خبرة ووعى لدراسات وأبحاث طويلة للعالم العبقرى الدكتور جمال حمدان، مع ذكرى عيد الجلاء 18 من يونيو 1956، جلاء آخر جندى إنجليزى من على أرض الوطن، وكل من البلدين لم ينسى ما حدث له مع مصر، تركيا لم تنسى الهزيمة على يد الجيش المصرى بقيادة إبراهيم باشا..

 

اقرأ أيضا: فشل نصف قرن وليس ابن تيمية!

 

والإنجليز لم ينسوا طردهم من مصر وهزيمتهم السياسية أمام العالم بعد العدوان الثلاثى واختفاء أهم  قيادات تاريخية فى إنجلترا من الساحة السياسية تماما بسبب ما حدث لهم فى مصر وانسحابهم للمرة الثانية بعد المقاومة الشعبية التى أذهلت العالم.

 

وربما لا يعرف الكثير من شباب هذه الأيام إن تركيا هى أول دولة فى عالمنا العربى والإسلامى، تعترف بالكيان الصهيونى، فى بداية الخمسينات، مثلما أن إنجلترا هى الدولة التى أعطت وعدا بإسم الحكومة، سميت خطأ وعد بلفور، لان وزير خارجية انجلترا لا يملك إعطاء وعد ولكنه كان قرار الدولة الإنجليزية.

 

لا أدرى اختلطت فى ذاكرتى العداء التاريخى لدولة احتلت مصر ما يقرب من 74 سنة، ودولة أخرى احتلت مصر سنوات لا يعرف عددها إلا الله تحت دعوى الخلافة، والواقع كان يؤكد أنه احتلال، وتم إرسال كافة الكفاءات من مصر وكل الدول التى احتلتها الدولة التركية إلى الأستانة عاصمة الدولة التركية!

 

اقرأ أيضا: سد النهضة.. وكورونا.. والغرب متفرجا!

 

السؤال: وماذا عن اثيوبيا؟! وعن ليبيا؟! واليمن؟! وسوريا؟! وماذا عن العراق؟ هل هذه الدول المشتعلة لا يمكن عزلها عن ما يحدث عن بعضها البعض، هل لو أن هناك أوضاعا طبيعية بين مصر والسودان وليبيا كان يمكن لإثيوبيا أن تتعامل معنا بهذه الطريقة الملتوية فى مشكلة سد النهضة؟ مؤكد الإجابة: لا!

 

هل لو أن العلاقة بين مصر وسوريا والعراق طبيعية كان يمكن لأن تتدخل تركيا فى سوريا؟ هل كان يمكن لإيران أن تتدخل فى العراق وسوريا واليمن؟

 

أريد التأكيد أن الوضع الذى نعانى منه فى عالمنا العربى هو السبب الأول للمشاكل التى تهدد الاستقرار فى عالمنا، ربما أكون حالم وربما حلمى أكثر من اللازم، لا حل أمامنا إلا الوحدة، لابد أن نراجع أنفسنا، لا حل أمام العرب إلا بالوحدة..

 

اقرأ أيضا: ساعتنا الأخيرة.. نبوءة مقتل مليون مواطن بخطأ بيولوجى!

 

والوحدة ليست تقزيم دور أى بلد أو رئيس أو ملك، وإنما لابد أن يستلهم العرب مؤتمر القمة العربى فى الخرطوم 67، الذى أعاد الدول المارقة إلى حضن الجامعة العربية والتعاون بينهما، لابد أن يستعيد العرب أهم لحظة فى التاريخ المعاصر، لحظة عبور القناة والانتصار العسكرى العظيم، والتوحد فى دعم دول المواجهة بأهم قرار وهو وقف تصدير البترول للغرب..

 

علينا أن نستعيد التاريخ حلوه، ومره، لنتعلم منه، نعم لا طريق أمامنا سوى العودة إلى حضن بعضنا البعض، نملك كل قدرات العالم المتحضر والقوى من طاقة وأرض زراعية وعمالة وأفضل مناخ، فماذا ينقصنا؟!

 

الإرادة

 

ينقصنا الإرادة فقط، إرادة اتخاذ القرار بالتعاون معا، من أجلنا جميعا، مع العلم إن الغرب لن يتركنا نتوحد، سيضع العراقيل وخلق المشاكل بيننا، ولكن بالإرادة نستطيع تغيير العالم العربى للأفضل، أعرف هناك من سيسهتزأ من دعوتى، فليكن ولكنها هى الطريق الوحيد لإنقاذ عالمنا العربى إذا كنا نريد أن يكون لنا مكان وسط العالم القوى، والعالم لا يحترم إلا القوى.

 

بإذن الله ستنتهى كورونا، وستنتهى أزمة سد النهضة، بإرادتنا القوية، وبعزيمة الرجال.

وتحيا مصر بدماء شهداء أنبل ما فينا، تحيا مصر بقيادتها التى استطاعت إعادة أبنائها من ليبيا.. تحيا مصر، وتحيا الوحدة العربية.  

 

الجريدة الرسمية