رئيس التحرير
عصام كامل

ساعتنا الأخيرة.. نبوءة مقتل مليون مواطن بخطأ بيولوجى!

سبحان الله "فيروس كورونا" أضعف فيروس مكتشف حتى الآن، ومع هذا جعل أربعة مليارات من البشر يلتزمون بيوتهم، وأصبح أكثر البلدان تقدما علميا واقتصاديا وسياسيا هى الأكثر تعرضا للإصابة بهذا الفيروس، الذى أصاب حوالى نصف مليون شخص على مستوى العالم حتى كتابة هذا المقال..

 

وتصدرت الولايات المتحدة الأمريكية الدول قائمة الدول التى تعانى من هذا الفيروس الضعيف، وبالرغم من المكابرة والغرورالذى يسيطر على الرئيس الأمريكى وإعلانه أن الحياة ستعود لطبيعتها بعد أيام، وأننا لن نوقف حياتنا بسبب الفيروس، إلا أن حاكم نيويورك، رد عليه قائلا: الوضع خطير ونحتاج إلى أربعين ألف سرير معدة بأجهزة التنفس الصناعى، ولا نملك سوى ثلاثة آلاف فقط..

 

بريطانيا العظمى طلبت العون من روسيا، برغم أن هذا لم يعجب بعض الأوروبيين، إيطاليا طلبت العون من الصين، ويلاحظ أن الدول الغربية التى كانت تتشدق بالتقدم فى كل مجالات الحياة، هى التى طلبت العون من  الدول الشرقية صاحبة الفكرالاشتراكى التى كان الغرب ينتقد سياستها وتخلفها وانعدام الديمقراطية فيها.

 

اقرأ أيضا: الثقافة المهدر دمها

 

أيضا مخطئ من يعتقد أن ترامب فى مواجهته لكارثة الكورونا يتجاهل أنه سيخوض انتخابات الرئاسة بعد عدة أشهر، فهو يلعب بورقة زيادة خلق فرص للعمل، ولا يريد التوقف مهما كانت الظروف، لأنه يرى أنه لو توقف الاقتصاد وظهر عجز الحكومة المركزية فى السيطرة على الوباء سيعطى خصومه الكثير من الأفضلية عليه فى الانتخابات..

 

خاصة أنه ربما يواجه المرشح الديمقراطى بيرنى ساندرز الذى يطلق عليه المرشح اليسارى، و”ساندرز” جعل الصحة على قمة برنامجه الانتخابى، مؤكدا أهمية وضرورة إصلاح النظام الصحى تحت شعار "الرعاية الصحية للجميع"، وزيادة الضرائب على الأغنياء ورفع الحد الأدنى للأجور وإلغاء ديون الطلبة التى تصل 1.6 تريليون دولار، وهذا كله يصب فى صالح الأغلبية الأمريكية، ويغضب ترامب والأغنياء..

 

ومن المفارقات أن الحكومة المركزية قررت دعم حملة مواجهة الكورونا بـ2 تريليون دولار، وفى المقابل “ساندرز” يريد إعفاء الطلبة من رقم 1.6 تريليون دولار، ويريد أيضا عمل نظام صحى حكومى للجميع، وهذا سبب صداعا لترامب وحملته الانتخابية، لهذا أصبح الأمر فى منتهى السوء فى أقوى دولة فى العالم، ليس بسبب الكورونا فقط ولكن لأن الانتخابات على الأبواب، وهناك مرشح يحمل فكرا اشتراكيا تقدميا وجاءت الكورونا لترفع أسهمه داخل حزب الديمقراطيين، وأيضا فى مواجهة ترامب الذى يخشاه فأطلق عليه "ساندرز المجنون".

 

اقرأ أيضا: الأسرة المصرية.. والزواج «تيك أواي»!

 

أريد العودة إلى ما كتبته الأسبوع الماضى، فلم أكن اقرأ الطالع، ولكن جاءت الأحداث لتؤكد ما توقعناه، كتبت بالضبط "هل الأمريكان حاولوا ضرب الصين فسقط حليفهم الأوروبى ودفع الثمن غاليا؟".. هذا التساؤل أكدته الصين فى اتهامات رسمية من الخارجية الصينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية..

 

وكتبت أيضا "قصة تخليق هذا الفيروس منذ عام 2003، وهناك نسختان منه فى بلدين أوروبيتين، بدعم فرنسى أوروبى أمريكى، ولكن كيف تسرب إلى البشر من المعامل السرية؟ الفيلم يرجح بأن هناك أيدى خفية دون رغبة من قام بتخليق الفيروس"، وهذا جاء فى اتهامات الخارجية الصينية بدون تحديد أسماء الدول إلا إنها أشارت إلى إغلاق المعامل الامريكية فى أوروبا فجأة!

 

بل الأكثر من هذا يوجد كتاب للعالم البريطانى "مارتن ريس" الأستاذ فى جامعة بريدج البريطانية يحمل عنوان "ساعتنا الأخيرة" ونشر فى منتصف عام 2003، فى هذا الكتاب تأكيدات لمخاوف من احتمالات فناء الكون، ويقول: التوقعات بحدوث كارثة تدمر العالم ارتفعت الى 50% بدلا من 20% قبل 100 عام..

 

ويستطرد قائلا: العلم يتقدم بدرجة لا يمكن التنبوء بها وفى نطاق أخطر من أى وقت مضى. ويرى مارتن ريس إن أهم الأخطار التى تهدد البشرية هى "الإرهاب النووى والفيروسات المميتة وراثيا، وانفلات أجهزة من صنع الإنسان، وهندسة وراثية تغير طبيعة البشر، كل هذا يتم بتدبير من "أشرار" أو نتيجة خطأ بشرى، غير أن العام 2020 سيكون عام "الخطأ البيولوجى" الذى يتسبب بمقتل مليون إنسان!

ما جاء فى هذا الكتاب يؤكد أيضا صحة ما كتبته الاسبوع الماضى.

وردا على اتهامات الصين، كان طبيعيا أن تدافع أمريكا عن نفسها، بل إنها سبقت بالهجوم عندما كان يستخدم ترامب فى تصريحاته "الفيروس الصينى" بعد اتهامات الصين لأمريكا، أخذ ترامب ووزير خارجيته استخدام "الحزب الشيوعى الصينى"، وأعلن وزير الخارجية مايك بومبيو: أن الحزب الحاكم يحجب عن العالم المعلومات التى يحتاجها لمواجهة الكورونا.

 

اقرأ أيضا: قهوة صباحية مع نزار قباني!

 

وأضاف بومبيو: ما يقلقنى أن هذا التعتيم يشارك فيه الحزب الشيوعى الصينى! واليوم وأثناء كتابة هذا المقال تراجع الأمريكان، وطلب ترامب المساعدة من الرئيس الصينى، وأعلنت أمريكا ترحيبها بأى عدد من الأطباء للمساعدة فى الوباء الذى جعلها من  أوائل الدول من حيث أعداد المصابين، متجاوزة الصين التى خرج منها الوباء.

 

أعود لمصر المحروسة بعيون الله، وأكرر إنه "لاصوت يعلو فوق صوت محاربة كورونا" إنها معركة سننتصر فيها بفضل الله، وبإرادة الشعب الذى قهر كل أعداء الحياة..

وتحيا مصر بنبل بسطاء الشعب المؤمن بالله.. ومؤمن بتراب وطنه.. وتحيا مصر .

 

الجريدة الرسمية