حكم الشرع في استخدام مكسبات لون مستخرج من قشرة حشرة
ما حكم الشرع في إستخدام مكسبات لون يستخدم في الطعام اسمه Red 40 وهو يستخرج من قشرة حشرة لونها أحمر، ويتم تذويب القشرة لاستخراج اللون الأحمر لاستخدامه، فهل يجوز أكل هذا اللون؟
يجيب عن هذا السؤال الدكتور علي جمعة مفتى الديار المصرية الاسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فيقول:
والحكم الشرعي في هذه المسألة على أثر الاستحالة في زوال وصف النجاسة، أو في إباحة التناول.
والاستحالة: هي تحول الأعيان وانقلاب الحقائق عن طبيعتها وأوصافها، حيث ترتب وصف النجاسة أو الاستقذار على حقيقة بعينها، وقد زالت، فيزول الوصف بزوالها، وهذه المواد المستخلصة من قشرة هذا النوع من الحشرات تجري عليها تفاعلات فيزيائية وكيميائية تغير من بنيتها الكيميائية تغييرًا كاملا حينما تتحول إلى مادة مكسبة للون..
اقرأ ايضا: حكم الشرع فى الخلوة بين الجنسين
مما يجعلها في نهاية المطاف طاهرة يجوز أكلها، بشرط عدم الضرر، هذا عند من يقول بتحريم تناول الحشرات، لاستقذارها أو نجاستها، وهم جمهور الفقهاء.
وخالف في ذلك المالكية، فأباحوا تناول الحشرات بشرط كونها مذكاة، وتذكيتها تحصل عندهم بكل ما تموت به.
قال الإمام ابن الحاجب المالكي في "جامع الأمهات" (ص: 224): [ويكل خشاش الأرض وذكاته كالجراد، وفيها: وإن وقع الخشاش في قدر أكل منها... ودود الطعام لا يحرم أكله مع الطعام].
وقال العلامة ابن رشد في "البيان والتحصيل" (3/ 306، ط. دار الغرب الإسلامي): [اختلف في الجراد، فقيل: إنه لا يحتاج فيه إلى ذكاة ويجوز أكل ما وجد منه ميتا، وقيل: إنه لا بد فيه من الذكاة، وذكاتها: أن يفعل بها ما تموت به معجلا باتفاق، كقطع رؤوسها، أو نقرها بالإبر أو الشوك، أو طرحها في النار أو الماء الحار، وما أشبه ذلك.
اقرأ ايضا: حكم الشرع فى اجبار الزوجة على الحجاب
أو أن يفعل ما تموت به وإن لم يكن معجلا على اختلاف، كقطع أرجلها وأجنحتها، وإلقائها في الماء البارد، وما أشبه ذلك، لأن سحنون وغيره لا يرى فيها ذكاة، وقد قيل: إن أخذها ذكاة، وتؤكل إن ماتت بعد أخذها بغير شيء فعل بها، وهو قول ابن حبيب من أصحاب مالك].
وقال العلامة سيدي أبو البركات أحمد الدردير في "الشرح الكبير" (2/ 115) في التمثيل لما يباح أكله: [كعقرب، وخنفساء، وبنات وردان، وجندب، ونمل، ودود، وسوس].
وبناء على ذلك: فإنه يجوز وضع هذه المادة في الأطعمة، ما لم يثبت أن فيها ضررا على صحة الإنسان .. والله تعالى أعلم.