انتخابات كوريا وامتحانات مصر!
نصح مدير منظمة الصحة العالمية دول العالم أن تحتذى بتجربة كوريا الجنوبية في مواجهة وباء كورونا ، لأنه رأها تجربة ناجحة.. والمثير أن هذه التجربة لم تشهد ما قامت به الصين وغيرها من دول كثيرة من إغلاق للحدود وللاقتصاد والمنشآت العامة مثل المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية..
ولم تفرض حظرا للتجول ولم توقف العمل في المصانع ، ولكنها طاردت الفيروس المستجد بكل قوة برصد المصابين به وعزلهم وفرض حجر صحي عليهم.
بل إن كوريا الجنوبية أجرت في ظل أزمة كورونا انتخابات برلمانية ، ولم تفكر حكومتها في تأجيل هذه الانتخابات على غرار ما فعلت فرنسا، حينما أجلت الجولة الثانية من انتخابات البلديات والمحليات، أو كما فعلت روسيا حينما أجلت الاستفتاء على تعديلات دستورية.
اقرأ ايضا: المصابة رقم (٣١) بالفيروس!
والأكثر إثارة إن هذه الانتخابات البرلمانية التي جرت في كوريا الجنوبية شهدت إقبالا قياسيا من الناخبين عليها، حيث بلغت نسبة المشاركة الانتخابية إلى أكثر من ٦٦ في المائة .
وتمت هذه الانتخابات في ظل اتخاذ إجراءات احترازية لحماية الناخبين من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مثل فتح لجان الانتخابات مبكرا الساعة السادسة صباحا، وإلزام الناخبين المشاركين بارتداء الكمامات، وقياس درجة حرارتهم وتعقيم أيديهم، وارتداء قفازات بلاستيكية في أيديهم، والحرص على مسافة مترين ببن كل ناخب وآخر، مع تعقيم مراكز التصويت.
اقرأ ايضا: كورونا تزيد صراعات العالم
والأشد إثارة إن هذه الانتخابات سمح فيها لمن يخضعون للعزل الصحي بسبب الاشتباه بإصابتهم أو مخالطتهم للمصابين، المشاركة فيها، وذلك بعد تخصيص غرف تصويت خاصة لهم.. بل وسمح لمن تأكدت إصابتهم بالفيروس أيضا بالمشاركة في الانتخابات، بعد غلق مقار اللجان واشترك منهم نحو ٢٨٠٠ مصاب.
أما ما يفوق ذلك كله في الإثارة إن أحدا داخل كوريا الجنوبية لم يطالب بتأجيل هذه الانتخابات، بل إن الناخبين منحوا معظم أصواتهم للحزب الحاكم الذي حقق فوزا كبيرا.
أما نحن في مصر فقد شهدنا جدلا لم ينته حول قرار إجراء امتحانات الثانوية العامة في ظل أزمة كورونا، وهي الامتحانات التي سوف تبدأ غدا.. ولكم أن تقارنوا بين الحالين!