هيكل.. وزير بلا وزارة
من حق الجميع ممارسة النقد البناء الذى يهدف إلى تحقيق الصالح العام، والذى يبنى على قواعد ومعايير حقيقية دون النيل من قدرات المسئول أو الحط من قدره.
أقول ذلك بمناسبة الهجمة الشرسة على السيد أسامة هيكل وزير الإعلام واتهامه "ببروزة نفسه" دون أن يعبأ بمهام عمله الموكل إليه، دون الإشارة إلى أن هيكل أسندت إليه وزارة دون أدوات ودون بنية قانونية تسمح له بأداء دور حقيقي يمكن تقييمه.
والمثير أن الهجمة غير المبررة جاءت عقب خطيئة روز اليوسف وإساءتها إلى رمز دينى كانت نتيجته جرح مشاعر إخواننا الأقباط، ولا أعرف حتى تاريخه هل كان من المفترض أن يراجع وزير الإعلام عدد المجلة قبل الصدور؟
اقرأ أيضا: وقف البناء ضرب للاستقرار
وهل من أدوار الوزير أن يدرس لرؤساء التحرير قيم النشر ومعاييره ويراجع عليهم قوانينه والقيم الأخلاقية الحاكمة لوسائل الإعلام العاملة فى مجتمع يمثل فيه الدين غاية وقيمة ويعد الاعتداء عليه خطا أحمر.
والمثير أن هيكل أسندت إليه وزارة لا تمتلك وازعا قانونيا حتى لوضع استراتجيات أصبح أمرها فى أيدى هيئات ثلاث بحكم الدستور، أى إنه لو أراد أداء دور استرشادى فإن ذلك قد يتم وفق أبجديات الخواطر ليس إلا.
إن لدينا هيئات ثلاث ونقابتين وكلها لديها قوانينها التى ترسم أدوارها وسيادتها على ما يخصها وفق قوانين حاكمة، منها الموروث من أيام الباب العالى، أما وزير الإعلام ووزارتها فإن وجودها دون شرعية قانونية يجعلها مغلولة اليد.
اقرأ أيضا: سيف البطالة يطارد 12 مليون مصري
وأظن أنه أيا كان الشخص المكلف بهذه الحقيبة لم يكن يستطيع أن يفعل ما هو أبعد من البحث عن دور هامشي إذ إن أي مسئولية لا بد وأن تقابلها سلطة، أما مسئولية بلا سلطة فإنها ضرب من الخيال.. أقول ذلك وقد اختلفت كثيرا مع أسامة هيكل إلا أن الحق أحق أن يتبع.