رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الدواء الروسي الجاهز!

يتعلق الغريق بقشة.. يظنها تنجية من الغرق بأن يستند عليها بكوعه ثم بذراعيه ثم يمضي بها نحو الشاطئ . ذلك وهم . لكنه مثال حى لا يموت على أن الإنسان وقت المحنة الداهمة، المرض المميت، الزلازل، الأعاصير، الفوضى، يصبح حساسا جدا تجاه أية أخبار تشيع فيه الطمأنينة، وتسكن لهفته.  

نحن اليوم فى رعب من الموت بكورونا. البشرية كلها سجينة أسوار بيوتها وأوهامها ومخاوفها. وبينما تتجه الأبصار نحو لندن، وبالذات جامعة أكسفورد، ومصانع استرازينيكا، حيث اللقاح الموعود، سيولد بكميات مليونية في سبتمبر وربما أقرب، إذا بالروس يخرجون على العالم بدواء فعال بنسبة ٩٠% ويختصر مدة الشفاء من ١١يوما بمضاعفاتها، إلى أربعة أيام فقط! معلومات أكدها أطباء كبار فى مصر.

اقرأ أيضا: إعلام العبيط والهلفوت

عرضت فضائية روسيا الشهيرة RT مقطع فيديو لكراتين وكراتين،  صفوفا،  من الدواء أفيفافير، وأعلنت أن السلطات الروسية توزعه مجانا على المرضى، وتم طرحه بالمستشفيات. لو راجعنا إصابات الروس من كورونا سنعلم أنها تجاوزت النصف مليون.. لكن الوفيات حوالي ستة آلاف.

بمجرد الإعلان عن الدواء الروسي الجاهز، حدثت حالة تفاؤل بين المصريين، وأكيد في مناطق مختلفة من العالم، وبعد الفرحة تساءل الناس: طب والحكومة ساكته ليه؟ هاتيه يا حكومة من روسيا!  

ودخل على الخط أطباء كبار، منهم الدكتور الأديب جمال شعبان رئيس معهد القلب السابق،  نبهوني إلى أن الدواء الروسي هو ذاته الدواء الياباني Avigan. وكان الدكتور عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق والمستشار الطبي للرئيس حاليا في ملف الجائحة،  تحدث عن وصول هذا الدواء وأنه سوف يستخدم في مصر.

 

اقرأ أيضا: الحياة بالخصم!

 

ثم اتجهت الأنظار والآمال صوب الأدوية الأمريكية والبريطانية،  بل حصلنا على عقار ريميديسفير. وهو غير بالغ الفعالية وجرعته أربعة آلاف وخمسمائة دولار للمريض الواحد. لماذا انصرف الاهتمام بالدواء أفيجان وانصب الشراء على دواء فعاليته دون المستوى بشهادة أطباء كبار لهم علاقات بزملاء وأصدقاء كبار مثلهم في الولايات المتحدة ومستشفياتها؟

 

كان لابد من الرجوع إلى الرجل الذي بشر به أول الأمر،  وهكذا أجريت سلسلة اتصالات بالدكتور عوض تاج الدين،  وارسلت له بالفعل صورا من مجلات متخصصة تحدثت عن أن الدواء الروسي هو أفيجان الياباني. وطلب هو وقتا للتحقق، وبالفعل أبلغنى أن هذا هو ذاك.  

طب ما دام هذا هو ذاك وذاك هو هذا ؛ فماذا يعطلنا عن استخدام أحدهما او نأخذ بالجاهز الروسي، ونطمئن الشعب؟

قال لي الكتور تاج الدين إن أفيجان الياباني موجود في مصر حاليا ويتم تجربته، وإن التجارب في المرحلة السريرية وإذا ثبتت فعاليته على المصريين سوف يستخدم.. هذا ما جاد به صديقي الدكتور عوض تاج الدين.  

اقرأ أيضا: المؤامرة المتبادلة والأدلة الغائبة!

 

سؤالى الذى يحيرني: طب هاتوا الروسي الجاهز حتى يعطيكم الياباني أسراره.. لماذا لا ؟ نحن نتعلق بقشه والسفينة مقلوبة وسط البحر، تلطمنا المخاوف والأوهام وارقام الوفيات والاصابات.  

لا يزال سؤالى قائما، ولعل وزيرة الصحة ترد: ماذا يمنع التعاقد مع الروس الآن وفورا لشراء كميات من الدواء أفيفافير؟ هل نراه غير فعال؟ هل جربناه؟ هل اطلعتم علي مزاياه وقدراته مع الطرف الروسى؟ أم أننا وضعنا البيض كله تحت مقعدة الأمريكان والغرب عموما؟

 

Advertisements
الجريدة الرسمية