هل هذا وقته يا وزير الكهرباء؟
بهدوء شديد وصوت رصين خرج علينا الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بالأسعار الجديدة لشرائح الكهرباء.. أطل الرجل علينا عبر شاشات الفضائيات يعلن الزيادات الجديدة، مرتدياً الكمامة ملتزما بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، وقانا الله وإياه شره، أي أن الوزير يعلم تمام العلم أننا بحالة ليست سهلة جرَّاء التدابير والإجراءات الوقائية المطبقة..
لقد تركت تصريحات الوزير ضيقا في الصدر لدى محدودي ومستوري الدخل على السواء، ذلك الضيق لا يقل ألما عن مخاوف الإصابة بفيروس كورونا، والغريب أن أداء الحكومة ظلَّ على مستوى المسؤولية في التعامل مع الأزمة –إلى حد ما– وذلك في ضوء الظروف الاقتصادية وقدرات الدولة..
اقرأ ايضا: فكر الأزمة وأزمة الفكر
لكن يبقى السؤال الآن لماذا «شرائح الكهرباء» في ذلك التوقيت وقد باتت حالة المصريين أشبه بجسد عظامه تبدو في حاجة إلى شرائح؟.. وهل سيكون التطبيق عادلاً في تصنيف استهلاك المواطنين؟ أم ستتركنا الوزارة فريسة للشركة المعنية بقراءة العدادات.. فليس من العقل أن يمر الموظف بقراءة العدادات كل ستة أشهر أو سنة، فيصنف مواطنا من محدودي الدخل على أنه من أصحاب الشرائح العليا في الاستهلاك..
يا سيادة الوزير، كل ما نرجوه منكم إعادة ضبط قراءات العدادات.. ولا تفرقوا بين المحصل والقارئ.. فليجمع بين المهمتين وبذلك تنقذونا من أزمة موظف الشركة المعنية بقراءة العدادات.. أما مسألة العدادات الكودية فالسؤال بشأنها الآن: هل هيأت الوزارة الظروف لتسليمها بعيدا عن الروتين؟
اقرأ ايضا: أولادنا وشبح الفراغ
وهل يمكن تفادي الزحام فعلا للتقديم عليها؟ ولماذا لا توفر الوزارة آلية سريعة لتوزيعها؟ طالما اعتبرها البعض حلا لتفادي أضرار العدادات العادية التي تكوي جيوب المواطين.. كل هذه الأسئلة مطلوب من الدكتور محمد شاكر الرد عليها.. والله من وراء القصد.