رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فكر الأزمة وأزمة الفكر


تتباين التوجهات السياسية، والآراء المتداولة يوميًا بشأن تقييم الأداء الحكومي، في مختلف الدول، وتبرهن أبجديات الإدارة الواعية، على أن أي انتقادات موجهة لأسلوب التعامل مع الأزمات إنما هي في جوهرها، دليل قوة الدولة وليس طعنًا فيها أو قدحًا في رجالها.


وتتعرض مصر حاليا، لأجواء طقس متباينة بين هطول أمطار وتدفق السيول، وتتكرر المشاهد السنوية بشأن الأزمات المعتادة.. «غرق نفق.. تعطل حركة المرور.. حوادث على الطرق»، وتتأهب الحكومة بعد توقعات الأرصاد «كالعادة»، لكن تبقى الأزمة كما هي، فما حدث العام الماضي بسبب الأمطار يحدث العام الجاري، وسيحدث العام المقبل، ما لم يتم التعاطي مع مشكلات البلاد بـ «فكر الأزمة» بدلًا من أن نظل نعاني «أزمة الفكر».

لقد كان أغرب ما رصدته الفضائيات والمواقع الإلكترونية خلال الأزمة، هي مشهد لأحد المحافظين يخوض تراكمات مياه الأمطار خلال تفقده أحد المواقع، والحقيقة أن الفيديو على رغم من «التعاطف المحتمل» الذي قد يجلبه للمسئول إلا أن ذلك التعاطف ما يلبث أن يتبخر قبل تبخر بقايا مياه الأمطار في الشوارع، أمام معاناة المواطنين.

إن فكر الإدارة الفاعلة يتطلب وضع «السيناريو المسبق» للتعامل مع الأزمة؛ فهل من المعقول أن تتعرض نفس المناطق في نفس الفترة من كل عام لنفس تراكمات مياه الأمطار ونتعامل معها بنفس الأسلوب؟..

نحن إذن أمام أزمة حقيقة، هذه الأزمة لا تتعلق فقط بغياب الخطة الاستباقية حيال «الأزمات المحتملة»، بل بغياب أدوار بعض المسؤولين بمختلف المستويات الإدارية؛ فإذا كان محافظ «يخوض» مياه الأمطار بملابسه الرسمية، فأين كان السيد المبجل رئيس الحي بالمنطقة التي شهدت تراكم كميات كبيرة من المياه؟ وأين تقارير باقي الجهات المعنية المفترض رفعها قبل عام من حدوث الأزمة؟، أليس لدينا في مصر وزارة للتخطيط؟ فأين دور هذه الوزارة؟

أقولها لله، «إن حالة الدولة الآن تحتاج لنشر إستراتيجية وفكر قوامه الانضباط في إدارة كافة مؤسساتنا، ونواصل دعم القيادة السياسية في مواجهة المؤامرات، وأعلم جيدًا أن أرض مصر خصبة لنمو الإصلاح والخير، وليعلم القائمون على الإصلاح أن الشعب المصري، يعشق الانضباط تنفيذًا أينما وجد للانضباط رعاية، ويذوب عشقا في دولته حينما يجدها يدا بيد معه نحو الاستقرار». والله من وراء القصد.

Advertisements
الجريدة الرسمية