أولادنا وشبح الفراغ
تحل إجازة منتصف العام الدراسي، وتبدأ معاناة الأسر مع أبنائها في مختلف المراحل التعليمية، ما بين ضجر الأم وتأفف الأب ضيقا بأزمة مصاريف الأبناء، والحقيقة أن الأسر ربما لا تقصر كثيرا في تلبية احتياجات أبنائها، لكن الكارثة التي بتنا في مواجهة محتومة معها هي وقت الفراغ القاتل المسيطر على الأبناء فى فترة الإجازة.
إن نظرة عابرة لحالة الطلاب في الشوارع تعكس وضعا كارثيا يصعب استيعابه، ليس متصورا أن يمشي الطلاب في الشوارع بملابس تثبت حالة التذبذب في الهوية، فبعضهم يرتدي «البنطال المقطع» الذي بات وباء بين الجنسين، والغريب هو حرص البنات على «الستر»، فتخرج إحداهن محجبة وقد ارتدت «المقطع»، وحرصت في الوقت ذاته على أن تستر نفسها بارتداء ما يستر جسدها الهذيل تحت هذا البنطال، أما عن «سحنة الطلاب» والشباب عموما فحدث ولا حرج، تجد أحدهم يخرج وقد يصعب التمييز بينه وبين الفتاة في مظهره ومشيته، فما الذي يحدث في المجتمع المصري؟؟
اقرأ أيضا: من ينهي أزمة فواتير الكهرباء؟
الواقع الراهن الآن يؤكد الحاجة الماسة، لتفعيل دور إعلامنا الوطني ودعمه وتطويره بكل السبل، ولدينا اليوم وزير إعلام مهني، يمكنه وضع إطار تنظيمي وخطط محددة الأهداف بشأن المشاركة الإعلامية الفاعلة في نشر الوعي والتثقيف وإعادة تثبيت ركائز الهوية المصرية الحقيقية النقية من شوائب تأثير الثقافات الوافدة والجماعات الضالة.
واقرأ أيضا : فكر الأزمة وأزمة الفكر
المؤسسات الدينية الرسمية، ووزارات التعليم والشباب والثقافة والسياحة، عليها أن تتفاعل في خطة شاملة لإعادة الشباب إلى أحضان مجتمعهم، بوعي مستنير، بطولات التاريخ المصري ودور مصر المرتقب مستقبلا علينا تعريف الأبناء بها قبل أن يقعوا في فخاخ الجهل والضلال وجماعات العنف والإرهاب التي لا تكف تحريضا على الدولة والمجتمع.. مطلوب الآن أن تتحرك الدولة والمجتمع المدني بقوة لـ«تعمير أوقات الشباب».