رئيس التحرير
عصام كامل

فاجعة كورونا

منذ بداية العام ونحن نسمع تقريبا عن هذا الوباء القاتل الذي ظهر في مدينة ووهان بالصين، وقتها ربط البعض بين هذا الوباء واستهداف مسلمي الروهينجا من قبل  السلطات الصينية، فخرجت أقاويل تدعي إن تلك الفاجعة عقاب من الله لهؤلاء الظالمين المتجبرين..

 

ورويدا رويدا بدأ هذا الوباء ينتشر في أوروبا أرض اللا أديان وأصحاب النزعات الإنسانية بحسب البعض الذين أصابهم الله بعذاب من عنده لعلهم يرجعون، وصانعة الحضارة ومهد الاكتشافات العلمية المذهلة وأرض المخترعين بحسب البعض الآخر الذين أصابهم الله بهذا الفيروس ليتفكروا في أنفسهم، بعد أن غرتهم أنفسهم وظنوا أنهم قادرون على تغيير المناخ والتحكم فيما لا يملكون..

 

اقرأ ايضا: لا كهنوت في الإسلام ولكن..

 

فكانت النتيجة هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة جزاء وفاقا لما كانوا يصنعون لعلهم إلي ربهم  يجأرون، إلا أنهم حتى الآن عاجزون عن اكتشاف ماهية هذا المرض، عاجزون حتي عن حماية أنفسهم بعد أن تسارع الوباء وانتشرت آثاره في أوروبا ودول الغرب عموما، وراحت أعداد ضحاياه تتزايد يوما بعد يوم إلى أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن هذا المرض جائحة عالمية.

 

أما في عالمنا العربي فظن البعض أننا بمنأى عن هذا العقاب الإلهي لأننا أمة التوحيد وبلادنا هي مهد الأديان والرسالات السماوية، إلي أن وصلت إلينا فاجعة كورونا وسبحان الله كان ضحاياه في بلادنا عدداً لابأس به ممن نحب، وعدداً آخر من الاثار والنتائج لعل أهمها وأخطرها هو ما نحن فيه الآن من عزل منزلي يدخل شهره الرابع في بعض الدول والخامس أو السادس في بعض الدول الأخرى التي كانت تظن أنها بمنأى عن هذا العقاب.. 

 

اقرأ ايضا: ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون

 

الذي كانت أشد آثاره وقعا وتأثيرا إغلاق بيوت الله أمام جميع المصلين، وحتي الحرمين الشريفين لم يسلما من هذا الأمر في واقعة ربما تكون الأولي في هذا القرن، ولا يزال الناس يتساءلون عن كيفية أداء الحج هذا العام وهل سيتم منعه للوقاية من انتشار هذا الوباء، أم سيتم السماح به لعل الله يستجب لحجيجه على صفوف عرفات ويرفع عنا هذا الوباء.

الجريدة الرسمية