رئيس التحرير
عصام كامل

الغنوشى.. الولاء للجماعة لا للوطن

عندما يلجأ راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة، إلى وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية، وقناة الجزيرة القطرية ليرد على الاتهامات التى توجه له من الأحزاب التونسية، فإن ذلك يعنى أن الرجل يرى أن الولاء للتنظيم وليس للوطن.

 

تجاهل الرجل الإعلام الداخلى الذى كان من المفترض أن يتواصل معه ليتحدث مع شعبه.. واختار إعلام جماعته الإخوانية وتنظيمها الدولى الذى يحمل لهم الولاء الكامل. حاول الغنوشى خلال حواراته أن يثبت لأردوغان مدى ولائه.. وما يتحمله من انتقادات من أجل أن ينضم لصفوف مريديه، وأن يثبت لقيادة التنظيم الدولى للإخوان أنه يلعب دورا غاية في الأهمية على الساحة التونسية.

 

لجوء الغنوشي إلى الإعلام القطرى والتركي بينما يجلس على كرسي رئاسة البرلمان التونسي استفز أعضاء البرلمان واتهمه بعضهم بالعمالة لصالح تركيا وتنظيم الإخوان الدولى، وشهدت قاعة البرلمان أول مساءلة لرئيسه ترصد تحركاته التى وصفت بالمشبوهة . وتحولت المساءلة إلى محاكمة علنية تطالبه بالرحيل.. وإعادة انتخابات مجلس النواب على أسس جديدة .

 

اقرأ أيضا: كلهم هذا الرجل!

 

ولم يقتصر الغضب على نواب البرلمان الذين واجهوا الرجل بأنه اعتدى على سلطات رئيس الجمهورية المخول بإدارة السياسة الخارجية، وقام بزيارة تركيا واجتمع برئيسها أردوغان، دون أن يبلغ البرلمان، أو يطلع رئيس الجمهورية الذى عرف عن هذا اللقاء من خلال وسائل الإعلام ، واضطر ان يعلن أنه وحده المخول بإدارة السياسة الخارجية للبلاد.

 

امتدت موجات الغضب إلى الشارع التونسي، وتجمع المتظاهرون أمام البرلمان يطالبون الغنوشي بالرحيل.

تجاهل الغنوشي أثناء لقائه مع أردوغان، أو تهنئته للحكومة الليبية بأنه رئيس للمجلس النيابى وليس رئيسا لحزبه الإخواني. لقد اختاره الشعب في لحظة ملتبسة، وكان عليه أن يراعي أنه يتحدث بلسان الشعب التونسي لا بلسان حزبه الإخواني.

 

اقرأ أيضا: الأزمة الليبية أعمق بكثير

 

وبذلك أكد أن الولاء للحزب والجماعة وليس للوطن ، وترصد صحيفة العربى التى تصدر لندن العديد من تصريحات الغنوشي التى يتغنى خلالها بأفضال تركيا. فقد أعلن من قبل من داخل البرلمان التونسي أن القائد العسكرى العثمانى سنان باشا حرر تونس من الاستعمار الإسبانى، وأخرج تركيا من ثوب المحتل.

 

وقال أكثر من مرة إن تونس مدينة بإسلامها إلى سلاطين الدولة العثمانية، والتونسيون مطالبون برد الجميل لا الوقوف فى وجه المشروع العثماني الجديد فى المنطقة الذى يقوده الرئيس التركي أردوغان . وهكذا يؤكد الغنوشي أن الولاء للإخوان .. وليس للوطن.

 

الجريدة الرسمية