كلهم هذا الرجل!
تعيدنى مواقف أحزاب وجماعات تيار الاسلام السياسي التونسي من التأييد المطلق بلا أدنى تحفظات لمشروعات القوانين التى تحاول تركيا وقطر فرضها على التوانسة، والتى وصفت من الأحزاب الوطنية والنخب والشارع التونسي بأنها اتفاقية "الذل والعار".
هذه المواقف تعيدنى لما كان يردده إخوانهم فى مصر من أن الوطن مجرد "حفنة من التراب العفن"! انهم لا يعترفون بالأوطان، ويجرون وراء وهم حلم الخلافة، وعودة الخليفة المنتظر ليقيم دولتهم الإسلامية.
والجدل حول مشروعي قانونين يتعلقان بالتبادل التجارى والاستثمار المشترك بين تونس وكل من تركيا وقطر، لم يتوقف عند قاعات البرلمان التونسى إنما يتخطاها إلى الشارع الذى صدم بما تتضمنه الاتفاقيات من شروط مجحفة بمصالح التوانسة.
اقرأ أيضا: الأزمة الليبية أعمق بكثير
وجاءت ردود الأفعال غاضبة لتفرض على الحكومة أن تطلب من البرلمان تأجيل طرح الاتفاقيات بحجة "الالتزامات الملحة لاعضاء الحكومة"، بينما اعترض عدد من النواب على مبدأ التأجيل حتى لا تضغط تركيا فى وقت آخر.
الاتفاقية مع تركيا تسمح مباشرة للمؤسسات والأفراد الأتراك بتملك عقارات وأراض فى تونس كما أن الاتفاقية أعلى قيمة من القوانين الداخلية التى تمنع الأجانب من الملكية فى تونس.
والأخطر أنها تنزع اختصاصات القضاء التونسي على المستثمر التركى فليس للقضاء حق الولاية عليه، مما يذكرنا بالقوانين التى كانت تفرضها سلطات الاحتلال الأجنبى على الدول التى تستعمرها.
وقد أوضح النائب مبروك كرشيد أمام مجلس النواب أن تركيا صاحبة مشروع توطينى استعمارى.. وأن الاتفاقية تستهدف السيادة التونسية.. وطالب النواب بعدم قبول طلب الحكومة بالتأجيل ورفض الاتفاقية.
اقرأ أيضا: من ينصف الفلاح المصرى؟!
واعتبرت النائبة عبير موسى أن الاتفاقية تستهدف تحويل تونس إلى منصة فى خدمة أجندات ومحاور خاصة وهى تمس سيادة تونس واستغلال قرارها وضرب المنظومة الاقتصادية الوطنية ولم يسلم مشروع الاتفاقية بين الحكومة التونسية وصندوق قطر للتنمية حول فتح مكتب للصندوق فى تونس من اعتراضات النواب.
الذين رفضوا أن تتنازل تونس عن كرامتها فى مقابل المال القطرى. دافع التيار الإسلامى عن الاتفاقيات بحجة أن قطر ستضخ 250 مليون دولار لدفع الاستثمار فى تونس متجاهلين أن قطر لن تقدم أموالها بدون التدخل السافر فى الشأن التونسى..
وقد اعتدنا ألا يراعى هذا التيار مصلحة الوطن، وما زالت عبارة كبيرهم عن مصر "طظ فى مصر" تدل على عدم وطنيتهم سواء إخوان مصر أو تونس.. كلهم هذا الرجل!