الأزمة الليبية أعمق بكثير
أدانت البعثة الأممية في ليبيا قصف الجيش الوطني لسفينة في ميناء طرابلس، وأشارت إلى أنه كاد يسبب كوارث. ولم يذكر البيان الصادر عن البعثة، أن السفينة كانت محملة بالسلاح الذي يستخدمه المرتزقة ضد الشعب الليبي، وهم الذين يقومون بحماية حكومة السراج.
تجاهل البيان أيضا أن تركيا هي من تصدر السلاح والعتاد والمرتزقة إلى ليبيا، لحماية السراج رئيس الحكومة المنتهية ولايته، والذي وقع أسيرا لتركيا وللجماعات الإرهابية، بعد أن فقد ثقة الشعب الليبي، ووصف السفير الأمريكى في ليبيا ما قام به الجيش دفاعا عن بلاده، بأنه (هجمات استفزازية).
اقرأ أيضا: لا نريد "عز" جديدا!
الذين يدافعون عن ترابهم الوطنى هم (استفزازيون) في رأى السفير، أما الذين يعتدون على أراضي الغير، ويضربون بالقرارات الدولية عرض الحائط فلا غبار عليهم. أردوغان يؤكد في تصريحات عديدة أنه جاء إلى ليبيا ليبقي.. ولن يغادرها أبدا، والبعثة الدولية لا تعترض على تلك التصريحات، ولا تدين تركيا بحجة الرغبة الطيبة في ألا تتعقد الأمور أكثر، وإنها تصعب النوايا الحسنة التي تدفع الليبيين إلى التوافق، وكان يمكن أن تصدق تلك المزاعم لو أن البعثة اتخذت موقفا محايدا من أطراف النزاع، وكشفت عن الأمراض الخارجية التي تحول دون حدوث توافق بين الليبيين لتحقيق مصالح دولهم في الاستيلاء على النفط الليبي.
اقرأ أيضا: صرخة الرئيس أبو مازن!
أما أن تتخذ البعثة الأممية موقفا منحازا لأحد الأطراف وهو جانب حكومة طرابلس.. وتتغافل عن التخريب التركى، فإن هذا يبعدنا تماما عن الحديث عن النوايا الحسنة، التي لا تحقق أبدا في ظل تلك المعايير المزدوجة التي تتبعها البعثة في مواقفها والبيانات التي تصدر عنها.
اقرأ أيضا : تحذير وزير الري.. مرفوض!
كما أنه ليس من الإنصاف تحميل الجيش الليبي مسئولية تجميد مفاوضات(5+5) التي تجرى في جنيف. تلك المفاوضات محكوم عليها بالفشل منذ البداية كما سبق للعديد من المباحثات في تحقيق أي تقدم على طريق السلام. وما عجزت عن تحقيقه مؤتمرات دولية بمشاركة رؤساء دول يصعب أن يحققه لقاء (5+ 5 ).. الأزمة الليبية أعمق بكثير.