كورونا.. والضمائر الخربة
الضرورة تفرض على الدول القادرة مد يد العون لغيرها في جائحة كورونا، فالتعاون كفيل بضمان الحد من انتقال عدوى الوباء المستجد الذي لا يزال رغم كل ما يقال، يتوغل وينتشر دون مواجهة فعالة حتى بدأت الحكومات والشعوب تنظر إليه بحسبانه أمراً لابد من التعايش معه كأي مرض عضال إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً..
إما باكتشاف علاج ناجع له أو لقاح واقٍ منه أو بتقوية مناعة الإنسان للفكاك من ضراوة هذا المرض وشراسته غير المعهودة.. المهم أن تعود للإنسان حياته بشكل جديد، متعايشاً مع كورونا، محققاً التوازن بين دوران عجلة الإنتاج واستمرار الإجراءات الاحترازية المطلوبة لتجاوز هذه المحنة التي أصبح الخروج منها رهناً بوعي المواطن وإرادته في كل الدنيا.
اقرأ ايضا: لم يعد ترفاً بل فريضة!
ما من شك أن العالم كله يواجه تحدياً خطيراً لم يسبق له أن مرّ بمثله من قبل، فالكل عاجز حتى هذه اللحظة عن إيجاد علاج أو مصل لهذا الوباء أو حتى الإنفاق على بروتوكولات العلاج وما أكثرها، وما أشد اختلافها وتباينها من دولة لأخرى بل من جهة لأخرى داخل الدولة الواحدة، فضلاً عن ارتفاع كلفة العزل وأخذ المسحات من المرضى.. ما يجعل الوقاية خيراً من ألف علاج..
وللوقاية طرق لابد من التماسها وأقلها ارتداء الكمامات بعد تقليل الاختلاط إلا لضرورة أو التباعد لأقصى حد ممكن.. وتلك هي الحقيقة الوحيدة المثبتة أمامنا. ورغم أن مشاكل كورونا واحدة في كل الدنيا، وبدلاً من أن يتحد الجميع في مواجهتها فإن ضمائر خربة استغلت الأزمة وتربحت منها، وظهرت طبقة جديدة من أغنياء التجارة الجدد مارسوا ابتزازاً ما بعده ابتزاز، ورفعوا أسعار الأدوات الطبية المتعلقة بكورونا ليس هنا فقط بل في دول كثيرة حولنا حتى باتت الشكوى الرئيسية للأطقم الطبية هي قلة المستلزمات الطبية، ونقص إجراءات الحماية والوقاية..
اقرأ ايضا: العودة للعمل.. ويبقى وعي الشعب!
فضلاً عن الشكوى من قلة أماكن العزل، وضعف أداء الرعاية في كل المستشفيات على مستوى العالم، وهي ظاهرة لم تسلم منها دولة كبيرة كانت أو صغيرة وهو ما كشف عن ضعف المنظومة الصحية في أقوى دول العالم وأكثرها تقدماً؛ ما يجعل نجاح التعايش مع كورونا رهناً بوعي الفرد والتزامه بمعايير وإجراءات السلامة من الوباء..
فذلك هو الطريق الأمثل أو الأكثر فعالية في تجاوز تلك الجائحة،وحماية نفسه وأسرته ومجتمعه، ومن دون ذلك الوعي والتعاون بين أفراد المجتمع كافة تصبح أي إجراءات حكومية مهما تكن قوتها قفزة في الهواء، أوضرباً من العبث.