لم يعد ترفاً بل فريضة!
تقديم خطاب ديني مستنير ومتجدد مسئولية مجتمعية تنهض بها الأسرة والمدرسة والإعلام والمؤسسة الدينية والثقافية، وهو ما يتطلب منهجية جديدة تقوم على إعمال العقل لفهم النص.
وتقديم تفسيرات تساعد على دحر الإرهاب عبر منتج ثقافي وفني يبطل مفعول نظرية غسيل المخ التي يتعرض لها النشء عن طريق "الحرمان الحسي" الذي يضمن استسلام الضحية لأي توجيهات.
فبعض الأطفال كما يقول علماء النفس يولدون ولديهم استعداد للتطرف؛ الأمر الذي تستغله جماعات العنف لاصطياد الشباب وتجنيدهم في سن مبكرة عبر الإنترنت، التي آن للدولة أن تضع إستراتيجية شاملة لبناء العقل وتحصينه ضد رياح الأفكار المنحرفة وألا تقتصر المواجهة على تحجيم عناصر الشر وتغليظ عقوباتهم والتعجيل بها رغم أهميته.
اقرأ أيضا: وكلاهما شر!
تصويب الخطاب الثقافي والديني والإعلامي والتعليمي وتحديثه لم يعد ترفاً ولا رفاهية بل فريضة لا ندافع بها عن الإسلام الحنيف فحسب بل عن الأديان جميعاً، وجوهر روحها.. وتلك أخطر القضايا التي نواجهها اليوم على الإطلاق.. بالتوازي مع الفساد والإهمال والعشوائيات والانفجارالسكاني..
وكلها تحديات تتطلب الاتجاه للعلم والاجتهاد وتجديد الفكر لتنمية البشر وجودة الحياة؛ فالوقاية دائما خير من العلاج، وما تمر به مصر اليوم يحتم كما يقول الرئيس السيسي تعبئة وطنية مستنيرة لعبور هذا المرض؛ وهو ما يضاعف أعباء الحكومة ومسئولياتها؛ فلا يصح لأمة متدينة أن تعرف سلبيات مثل العشوائيات والمخالفات والكسل والتهاون والتسيب والظلم والرشوة والامتيازات فإن هي وُجدت فإنها لا تعرف دينها..
اقرأ أيضا: مشهد واحد!
فإن كانت تعرفه فإنما يعني هذا أنها تعرفه ولا تؤمن به فإن كانت تؤمن به فإنما يعني أن إيمانها ينقصه التطبيق وأنها تتهاون في تعليمه لأبنائها؛ فليست التربية الدينية حفظاً وتسميعاً بل محاولة صادقة لإعادة بناء الفرد على أسس صائبة يصلح بها لمواجهة تحديات عصره.. فما عصرنا إلا عصر العلم والعمل وحقوق الإنسان وتطبيق القانون.