ترامب وبايدن.. أحلاهما مر!
بعض المثقفين والمهتمين بالشأن العام فى مصر ينظرون إلى ما تشهده أمريكا من احتجاجات بعيون من يتابعون مباراة فى كرة القدم بين الأهلى والزمالك.. ولذلك لا يَرَوْن حقيقة ما يجرى بشكل مجرد عن عواطفهم الشخصية التى تنحاز لترامب أو تنحاز ضده ..
فإن الذين صدمهم تورط إدارة أوباما الديمقراطية فى تمكين الإخوان من حكم مصر فى عام ٢٠١٢ يمنحون تأييدهم لترامب الجمهورى الذى لا تحتفظ إدارته بعلاقات جيدة مع الإخوان مماثلة لعلاقة إدارة أوباما.. أما الذين ساءهم تراجع دعم إدارة ترامب لقضايا حقوق الإنسان ومنظماته وصدمتهم السياسة الخارجية التى انتهجتها أمريكا فى عهده فإنهم اتخذوا موقفا رافضا لهم..
اقرأ أيضا: أخطر أيام سد النهضة !
آملين أن تؤدى الاحتجاجات التى تشهدها أمريكا حاليا إلى سقوطه فى الانتخابات الرئاسية التى سوف تجرى بعد خمسة أشهر وفوز منافسه الديمقراطي بايدن.. وأذكر هؤلاء وهؤلاء بالمثل القديم الذى يقول إن شهاب الدين أسوأ من أخيه.. والقول الشائع الذى يقول: أحلاهما مر!
لقد جربنا مرات وليس مرة واحدة حكم الجمهوريين وحكم الديمقراطيين لأمريكا وتأثير ذلك علينا فى مصر ولم نسلم من شرورهم.. كلاهما ألحقوا بِنا أذى كبيرا.. وإذا كان أوباما الديمقراطي قد مكن الإخوان من حكم بلادنا، فإنه كان ينفذ سياسة انتهجها قبله بوش الابن الجمهورى الذى قام خلال حكمه بغزو العراق وأهداه للإيرانيين..
أى إن المراهنة على ترامب أو بايدن لن تفيدنا.. فكلاهما مر لنا.. فلن يكون بايدن مفيدا لنا ولن يساعدنا ترامب كما يأمل البعض.
أما بالنسبة للاحتجاجات التى تشهدها أمريكا فهى ليست ثورة شعبية لأن هناك ملايين من الأمريكيين لا يشاركون فيها ويرفضونها وإنما هى انتفاضة شعبية سيكون لها بالقطع تأثير على أمريكا فى ظل اشتداد الصراع بينها وبين الصين، ولن تؤدى إلى حدوث حرب أهلية أمريكية كما يقول فريدمان، حتى فى ظل وجود قرابة ٢٧٠ مليون قطعة سلاح فى أيدى الأمريكيين..
اقرأ أيضا: معركة اللقاح!
وبالطبع سيكون لها تأثيرها على الانتخابات الرئاسية المقبلة غير أن هذا التأثير لا يمكن قياس حجمه الآن خاصة وأن نهر الانتخابات فى أمريكا سوف يستقبل العديد من الأمواج حتى التاسع من نوفمبر المقبل.. فضلا عن أن نشاط ترامب وقلة نشاط بايدن سوف يكون له تأثيره على المعركة الانتخابية المقبلة.
بقى القول إن استطلاعات الرأى فى الانتخابات الرئاسية السابقة كانت تتوقع فوز هيلارى كلينتون، لكنها خسرت رغم حصولها على أصوات ناخبين أكبر، لأن النتيجة تحسب طبقا لأصوات المجمع الانتخابى وليس أصوات الناخبين.