أنا المصري
ليس ردًّا على كويتية تطاولت ونتمنى لها الشفاء، أو خليجي تناسى، أو عربي من محدثي النعمة، أو أجنبي صدعنا بتحضر زائف، وعدالة يفتقدها، أو منظمات لا تملك من أمرها شيئًا، بل يملكها من ينفق عليها ويمولها، ليس ردًّا على كل هؤلاء، لكنه تذكير لأبناء بلدي من الذين يحبطهم تطاول، أو يكسر عزمهم ادعاء، والتذكير إن كان نافعًا للمصريين.. فربما ينتفع به من حاول طمس الماضي، أو ضل الطريق.
أنا المصري المعتز بمصريته، ولا جنسية دونها تملأ عيني، ليس لأنني فقط ابن تلك الحضارة الممتدة جذورها لآلاف السنين، والموجوع بعراقتها الكثيرون... لكنني المصري ابن هذا اليوم، المصري الشامخ حتى لو كان مأزومًا، الثري حتى لو كان مديونًا، فأزمتي سوف أجتازها كسابقاتها، وما تداينت إلا لحفظ ماء وجه من يعايرنا بالدَّين.
أنا المصري الذي تداين ليبني جيشًا يدافع به عن أشقاء العروبة في العراق عندما استمرت حربها مع إيران سنوات، وما كانت أطماع إيران إلا التمدد في كل منطقة الخليج، وأنا من ساهم في كبحها.
اقرأ أيضا: هل تمول زوجتي الإرهاب؟!
أنا المصري الذي حارب في الكويت، عندما طالتها أطماع صدام حسين، ولم أبال بملايين المصريين الذين كانوا يعاملون في بلاد الرافدين أفضل من معاملة أبناء الرافدين، وظلوا كذلك رغم انحيازنا للكويت، فلا صدر قرار بترحيلهم، ولا بادر مواطن واحد بإهانة أحدهم.
أنا المصري الذي حارب في اليمن، وضحى بخيرة شبابه في فلسطين، وكان ملهمًا ومساندًا لكل حركات وثورات التحرير في الدول التي عانت عقودًا من المستعمرين.
أنا المصري الذي أخذ على عاتقه أن يكون جيشه حاميًا للعروبة، ومدافعًا عن سيادتها.
أنا المصري الذي علم كل العرب معنى الفنون، وعلمهم كيف يقرأون ويكتبون، وصارت لهم قوتهم الناعمة بعد أن كانوا فقط يستقبلون.
أنا المصري الذي هندس وشيد وطبب، وعلم العرب ما لا يعلمون.
أنا المصري الذي احتضن رغم أزماته الاقتصادية ستة ملايين مواطن من العرب والأفارقة، ولم يجرؤ أحد أن يسميهم لاجئين، فلا تاجرنا بهم كغيرنا... ولا طالبنا بإعادتهم إلى بلادهم لأنهم يثيرون الشغب، أو لأننا مأزومون، بل تقاسمنا معهم رغيف الخبز، وفتحنا لهم أبواب رزق، وصهرناهم بداخلنا حتى صاروا منا.
اقرأ أيضا: الرقص الحلال
أنا المصري الذي ثار بسبب طفلين تنمرا بشاب إفريقي، ولم يهدأ له بال إلا بمحاسبة المتنمرين، وكان جلوس الشاب الإفريقي بجوار رئيس الجمهورية في منتدى شباب العالم اعتذارًا رسميًّا وشعبيًّا.
أنا المصري الذي ثار على سائق أمي تنمر بشاب صيني، ولم يهدأ إلا بالاعتذار للشاب، ومحاكمة من تنمر ومن سخر ومن حضر الواقعة.
أنا المصري عزوة العرب وفخرها أمس واليوم وغدًا ولو كره الكارهون.
أنَا إنْ قَدَّرَ الإلَهُ مَمَاتِي
لَا تَرَى الشَّرْقَ يَرْفَعُ الرَّأْسَ بَعْدِي
besheerhassan7@gnail.com