مناورات إثيوبيا مستمرة!
بعد أيام قليلة فقط من اتفاق رئيس وزراء السودان مع نظيره الإثيوبى على استئناف مفاوضات سد النهضة التى هربت منها إثيوبيا فى واشنطن قبل توقيع اتفاق كان قد تم التوافق على معظم بنوده، قامت ميليشيات مسلحة مدعومة بالجيش الإثيوبى بالإغارة على أراض سودانية والاعتداء على سكانها وعلى عناصر من القوات المسلحة السودانية..
وعلى أثر ذلك توترت العلاقات بين البلدين، وهو ما عبر عنه المتحدث الإعلامى باسم رئيس مجلس السيادة السودانى حينما أدان بشدة هذا العدوان الإثيوبى وتوعد بالرد الحازم عليه.. وبالطبع لن يكون سهلا استئناف مفاوضات سد النهضة فى ظل هذا التوتر فى علاقات السودان وإثيوبيا..
اقرأ أيضا: مجلس الأمن وسد النهضة
والأغلب أن هذا أحد أهداف الاعتداء الأثيوبى الجديد على السودان الشقيق.. صحيح أن هذا الاعتداء سبقه اعتداءات أخرى من قبل خلال الفترة الأخيرة، لكن توقيت الاعتداء الجديد له مغزاه.
ويعزز ذلك الاستنتاج تلك الحملة الإعلامية التى شارك فيها مسئولون إثيوبيون ضد مصر، والإعلان عن رفض الحقوق التاريخية المصرية فى النيل.. إن مناورات إثيوبيا ما زالت مستمرة ولم تتوقف..
اقرأ أيضا: خطوتنا القادمة فى مشكلة سد النهضة
والهدف ليس مجرد التنصل من التزاماتها فى اتفاقية إعلان المبادئ التى وقعتها عام 2015 والخاصة بعدم البدء بملء السد إلا بعد الاتفاق مع مصر والسودان، وإنما الهدف الأكبر هو فرض التحكم فى مياه النيل الأزرق وحدها..
وهذا هدف قديم لها ، وهو يعنى رفضها لأى تعاون أو تفاهم.. ولذلك لن تتوقف إثيوبيا عن مناورتها المستفزة والصارخة إلا إذا فرض عليها ذلك.. وهكذا بات الأمر يحتاج لخطوة مصرية سودانية مشتركة تكشف تعنت إثيوبيا وخرقها القانون الدولى وقواعد علاقات الدول المتشاركة فى الأنهار، حتى تمتثل لها.