مجلس الأمن وسد النهضة
رغم الانشغال الكبير بأزمة كورونا أرسلت مصر خطابا بخصوص أزمة سد النهضة إلى رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن، وهى إستونيا، جرى تعميمه على كل أعضاء المجلس..
والخطاب المصرى يتضمن تطورات المفاوضات المصرية الإثيوبية السودانية حول السد وأسباب تعثر هذه المفاوضات الناجم عن تعنت إثيوبيا وتهربها من إبرام اتفاق تم التوصل إلى مشروع له، وضرورة عودة إثيوبيا إلى مائدة المفاوضات للانتهاء من التوقيع على اتفاق يضمن الحقوق المصرية فى استمرار تدفق مياه النيل لها ولا يحملها أضرارا جسيمة خلال فترة الملء الأولى للسد وفترات الجفاف..
اقرأ ايضا: خطوتنا القادمة فى مشكلة سد النهضة
وحول هذا الخطاب المصرى جرى اتصال تليفوني بين وزير الخارجية المصرى ونظيره الأستوني.. فماذا تعنى تلك الخطوة المصرية الجديدة بخصوص سد النهضة الإثيوبى؟
إنها تعنى بالإضافة إلى إن مصر تقول لأثيوبيا بوضوح إنها لن تسكت على تعنتها وخرقها التزاماتها فى إعلان الاتفاق الثلاثى الذى ينص على عدم البدء فى ملء السد بدون موافقة مصر والسودان..
وسوف تستمر فى كشف التعنت والمرواغة الإثيوبية أمام العالم كله، وليس أمام الأشقاء الأفارقة فقط.. وإن على إثيوبيا أن تراجع مواقفها وتعود إلى طريق الصواب، وهو طريق التعاون مع مصر والسودان، خاصة بعد أن بدأت السودان تصحح موقفها وتطالب هى الأخرى إثيوبيا بالتوقف عن المراوغات وعدم البدء فى ملء السد إلا بعد التوصل حول ذلك الأمر بين الدول الثلاث..
اقرأ ايضا: المصريون وسد النهضة!
وقد فهمت إثيوبيا ما تعنيه الرسالة المصرية لمجلس الأمن حول أزمة سد النهضة حينما وصفتها بأنها شكوى مصرية ضدها.. فما تفعله إثيوبيا صار يهدد حياة المصريين، أى يهدد الأمن والسلم فى منطقتنا، وبالتالى فى العالم كله، ويجب أن يكون لمجلس الأمن دوره فى حماية الأمن والسلم، أليست هذه هى مهمته الأساسية..
فإن رسالة مصر له حول السد ليس الغرض منها مجرد إحاطة أعضاؤه بالأمر فقط.. فما تقوم به إثيوبيا هو عدوان على مصر لأنه يهدد حياة المصريين.