رئيس التحرير
عصام كامل

شيكابالا والسياسة والمؤامرة على مصر!

كاتب هذه السطور شاهد صغير كيف كان كابتن "بوبو" نجم الاتحاد السكندري يصر على حضور مهرجانات اعتزال لاعبي مصر خصوصا الأهلي والزمالك، منهيا مباريات الاعتزال بحمل اللاعب المعتزل على كتفيه ويطوف به أرض الملعب محييا الجمهور..

 

وكاتب هذه السطور يتذكر طفلا كيف كانت جماهير الكرة ـ وأغلبها أهلي وزمالك للحقيقة ـ  يحبون استعراضات حارس الترسانة كابتن حسن علي ويطلقون عليه لقب "صديق التلفزيون"! كما نتذكر قصصا وحواديت عن عزومات للاعبي الكرة في أي مباراة خارج أرضهم خصوصا في مدن القناة والدلتا تنقلها بكل الحب صفحات الرياضة بالصحف الكبرى!

 

كما يتذكر كاتب هذه السطور كيف طاف الخطيب وحسن شحاتة أرض ستاد القاهرة متشابكي الأيدي لتهدئة الجمهور الغاضب المنفعل.. ونجحا.. واستجابت الجماهير!

 

اقرأ أيضا: بينما كان منسي يقاتل!

 

كان التعصب موجودا.. نعم.. لكن في ذروة أي تعصب تجد صور المروءة والشهامة والود كما ذكرنا بعضها.. كان انفعال الجماهير موجودا نعم.. لكنه لم يصل إلى الابتذال والاسفاف ولا الانحطاط الذي نراه اليوم.. لماذا؟ هنا بيت القصيد.. وهذه الذي سنختصره في السطور التالية قلناه كتابة وصوتا وصورة في الصحف وفي التلفزيونات والمحطات الإذاعية..

 

وهو أن خطة المؤامرة علي مصر تستهدف تفكيك بنيانها كله.. السياسي والاجتماعي والديني والعرقي والطبقي.. فشل المتأمرون سياسيا ولم تزل مصر كتلة واحدة لم ينقص منها متر.. وفشلوا طائفيا.. تتبقى باقي الخطط مستمرة.. طبقيا من خلال التعليم وبعض المظاهر الأخرى.. كالسكن والمصايف مثلا.. وتتبقي عناصر أخرى نجح الأعداء في اللعب عليها واستهدافها في بلدان أخرى بكل أسف..

 

وهنا لا نقصد بالمتآمرين الجمهور الذي يتواجد بمدرجات ملاعب الكرة.. إنما نعني من يحرضهم ويغذيهم بالكراهية ومدرها الرئيسي الأن شبكات التواصل الاجتماعي.. أغلب هؤلاء لجان الكترونية تعمل لجهات معادية ومشبوهة.. سيقول البعض لا.. هم جمهور لنادي كذا.. وسنقول نعم بعضهم هكذا.. لكن الأغلبية لا.. عدد كبير من الصفحات يضع شعارات محددة لاستخدامها في لحظة ما..

 

اقرأ أيضا: "كورونا " محمد صبحي!

 

شعارت توحي أن أصحاب الصفحة مسيحيون وتراهم يتعمدون التعرض للدين الإسلامي. فماذا نتوقع من رد الفعل؟ آخرون مهمتهم سب أهل سيناء.. آخرون مهمتهم السعي لانقسام المجتمع المصري بكل الطرق.. قاهريون وفلاحون وصعايدة.. أهلي وزمالك.. نوبيون.. وهكذا!

 

الهدف أن يرى النوبيون أنفسهم في إهانة نجم الكرة المصرية شيكابالا. أبناء النوبة أكثر وطنية وانتماء لمصر من كثيرين يهتفون كذبا لمصر وهم يتنمرون عليها أو يسرقونها وينهبونها سرا.. وأبناء النوبة أفشلوا طوال عقود مخططات كثيرة.. لكن في المقابل لن تتوقف المؤامرات من الجانب الآخر.. الذي يحرض.. ويخطط.. ويتناول الموضوعات بسوء من خلال حسابات لجانه المزيفة علي شبكات التواصل.. فيسبوك وانستجرام وغيرها.. ويتأثر بهم المتعصبون وقليلو الخبرة واصحاب الطاقات المكبوتة والحمقى.. ويكملون عنهم المهمة!

 

شيكابالا نجم مصر الأسمر ـ وكاتب هذه السطور أهلاوي جدا ـ من أكثر لاعبي مصر شهامة ورجولة.. ينفعل بسرعة؟ نعم.. هكذا أغلب أبناء الجنوب.. لكن كثيرون غيرهم ينفعلون أيضا..

 

شيكابالا نجم مصر والذي ساهم في رفع اسم مصر عشرات المرات حاملا جوائز أحسن لاعب مساهما في إحدى عشرة بطولة لمصر في منتخب الناشئين ثم المنتخب العسكري ثم بطولة أفريقيا مع منتخبنا الوطني وعشرات البطولات باسم مصر مع الزمالك لا يستحق هذا الذي يجري وأغلبه لا علاقة له بتقاليد وأخلاق المصريين الحقيقيين..

 

اقرأ أيضا: العلاج المدغشقري الأفريقي لكورونا!

 

أخلاق الملاعب يجب أن تعود.. مصر فوق وقبل الجميع وتماسك المصريين يجب أن يبقى ويبقى التنافس على البطولات والألقاب ولا تعارض.. هذا في ذاته مشروع ينبغي أن يتبناه الإعلام والإعلام الرياضي أولا.. لكنها خطة دولة تنطلق من وزارة الشباب أو من البرلمان أو من أي جهة.. المهم أن تنطلق!

اللهم بلغت اللهم فاشهد..

الجريدة الرسمية