حق الشهداء!
لم تترك مصر حق شهدائها الذين أوقع بهم الإرهابي عشماوي وقرناؤه وسعت بهمة وجدية وراءه حتى تسلمته من يد السلطات الليبية وحاكمته على جرائمه البشعة وانتهى الأمر بإعدامه..
والغريب إن ذلك لم يرض منظمات حقوق الإنسان، وعلى رأسها "هيومان رايتس ووتش"، وعدد من الفضائيات، وفي القلب منها "الجزيرة، وال"سي. إن. إن"، وال"بي. بي. سي".. فهاجت وأقامت الدنيا ولم تقعدها وخرجت عن الحياد المهني وجافت الموضوعية حين نعتت"العشماوي" بـ"المعارض" وليس بوصفه إرهابياً متورطاً ومحكوماً عليه في جرائم إرهابية يشيب لها الولدان ضد بلده وأهلها الآمنين..
لكن ذلك لم يعد مستغرباً من منظمات استباحت من قبل أمننا القومي ولها سوابق تنطق بحقيقة أهدافها ونواياها تجاه مصر، ولعل أبرز مثال على ذلك هو قضية التمويل الأجنبي.. وهي لا تزال تدافع عن الإرهابيين والجماعات المتطرفة، وتسوغ جرائمهم..
اقرأ ايضا: قمة التناغم بين المضمون الديني والوطني والإنساني!
بل الأدهى والأمرّ أنها تنحاز إليهم، وتساوي بينهم وبين ضحاياهم، واصفة "الدواعش" والإخوان وجماعات التكفير بالمعارضين، وفي ذلك ما فيه من الافتئات على سيادة مصر وقضائها العادل.
ولم تعبأ تلك المنظمات حتى باعترافات العشماوي الإرهابي نفسه خلال تحقيقات أجرتها معه سلطات ليبيا ومن بعدها مصر.. وكيف إنه اعترف بما كان يربطه من علاقات بشخصيات عسكرية وسياسية بارزة لا تزال مؤثرة في المشهد السياسي الليبي حتى اليوم، وما تلقّاه منها من دعم لتنفيذ جرائمه البشعة في ليبيا ومصر على السواء ..
وكيف أكد أنه كان على اتصال دائم مع أمير الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة عبدالحكيم بلحاج الذي التقاه عدة مرات، كما التقى "على الصلاب" القيادي في تنظيم الإخوان..
اقرأ ايضا: الاختيار فضحهم!
واعترف "هشام" أيضاً بتلقي الجماعات الإرهابية في درنة وبنغازي دعمًا لوجيستيًا قادمًا من طرابلس ومصراتة عن طريق البحر بناء على تنسيق تمَّ بينهم وبين قيادات الجماعات الإرهابية المقاتلة وتنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا.
"عشماوي" جسد دوره ببراعة الفنان أحمد العوضي في مسلسل "الاختيار" لدرجة أنه اكتسب كراهية المشاهدين من هول ما ارتكبه من آثام مروعة في سيناء والمنطقة الغربية والقاهرة، موقعاً ضحايا كثر من الجيش والشرطة والمدنيين وشخصيات أخرى كبيرة أمثال النائب العام الشهيد هشام بركات.
الحرب ضد الإرهاب لم ولن تنتهي حتى نسترجع حق كل شهيد مات من أجل أن يعيش وطنه عزيزاً كريماً آمناً؛ فالمعركة -كما قال الرئيس السيسي- مستمرة لتطهير مصر من دنس الإرهاب وفلوله المتبقية في أرض الفيروز.. فمصر تقود نيابة عن العالم كله حرباً ضروس ضد هذا الإرهاب الخسيس.