لماذا أصبح الإسلاميون أسرى للجمود والانغلاق؟ .. مناهجهم تكبت الرغبات والميول الإنسانية .. يشوهون دائما كل الأعراف والقيم الإنسانية
على مدار عقود مضت، والإسلاميون بشكل عام، وجماعة الإخوان الإرهابية بشكل خاص، لا يتعلمون من التجارب، ويسيطر عليهم الانغلاق والتشدد، ما يجعلهم أقرب إلى الألواح الجامدة.
السلطة هي هدفهم الأول والأخير، ولهذا لم يجتهدوا في تحرير أنفسهم وبناء أدبيات جديدة لهم على أرضية ثقافية وسياسية ناضجة، قابلة للتعايش مع المجتمعات، وهو ما يفسر لجوء الإسلاميين إلى كل أنواع التشويه لمعارضيهم خلال ثورات الربيع العربي، لإخلاء الساحة لهم للقفز على الحكم وهو ما حدث بالفعل في الكثير من البلدن العربية.
سر سعي الإخوان لتشويه ملحمة البرث والتقليل من بطولة منسي ورجاله
يستعمل الإسلاميون «الديمقراطية» باعتبارها الوسيلة الآمنة للوصول لأهدافهم، وإذا ما تحقق لهم ما أرادوا، يعملون على قدم وساق لأسلمة المجتمع حتى تبقى السلطة في أيديهم للأبد، دون أن تسعفهم عقولهم لفهم المتغيرات من حولهم، وأن أساليبهم وقناعاتهم عفى عليها الزمن.
بابكر فيصل، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى ان أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، محكومون بمنهج صارم يكبت الرغبات والميول الإنسانية الطبيعية ويقتل المواهب ويحصر الطاقات والجهود في كل ما من شأنه خدمة مصلحة الجماعة.
يوضح فيصل أنه حتى القرآن الكريم يقرؤونه وفق تصورات يقينية بأنهم فئة مختلفة عن بقية فئات المجتمع، مردفا: تجدهم يركزون بصفة خاصة على سورة الكهف، باعتبارهم الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى دون غيرهم.
ويلفت الباحث إلى أنه من النادر جدا، أن نجد بروزا لكوادر الجماعة في الأنشطة المرتبطة بالإبداع الإنساني، والتي تعبِر عن التواصل مع الناس والمجتمع، متسائلا: أين الروائيون والتشكيليون والممثلون الذين أنجبهم التنظيم، والفنانون الموهوبون والرياضيون، مختتما: لا شيء ولن يكون هناك شيء.
ما يقوله فيصل يتفق معه بطريقة آخرى حامد شهاب، الكاتب والباحث، الذي يؤكد إن الإسلاميين يمارسون سياسة تحشيد الغوغاء من أنصارهم لتشويه كل قيمة إنسانية، موضحا أنها عقبة كبرى في طريقهم.
يوضح شهاب أن جمهور الغوغائية المنتمي للتيارات الدينية، هو الوحيد الذي تستغله قوى الظلام، لكي يبقى يحمل أسواطه بوجه حملة الكلمة، ويكون بمقدورهم وأدها متى شاءوا، لافتا إلى أن العالم انفتح على مصراعيه، ومحاولات إثارة الأحقاد البشرية لم يعد هناك من يتقبلها وتواجه بالسخط والاستنكار من قطاعات اجتماعية مختلفة.
ويتابع: استمرارهم على هذا النحو سيجعلهم دائما أسرى للانغلاق والجهل والتخلف إلى غير رجعة، على حد قوله.