القرآن وابن تيمية والتتار!
هل تعرف زيد ابن أرقم؟ إنه الصحابي الذي سمع عبد الله بن أبي يتآمر علي الاسلام والمسلمين ورسولهم عليه الصلاة والسلام.. وبتبسيط نقول إنه ذهب إلي سعد ابن عبادة كبير الخزرج.. حكي له ما سمعه وقال إن عبد الله ابن أبي يخطط لحصار المسلمين وتجويعهم! وإنه سيقاتل الرسول فور عودتة!
سارع سعد إلي الرسول وروي له ما سمع.. الرسول العظيم يريد أن يتيقن.. فيستدعي زيد.. يقول زيد إن عبدالله ابن أبي يقول كذا وكذا.. ثم قال كذا وكذا هو ومن معه ..
إلي هناك ذهب عليه الصلاة والسلام وواجههم بما سمع دون أن يقول من ابلغه.. فأقسموا ما قالوا! فصدقهم الرسول وعاد معاتبا زيد! الذي أصيب بصدمة شديدة واعتزل الناس خصوصا بعد لوم سيده سعد بن عبادة له!
اقرأ ايضا: لماذا يكرهون فرج فودة؟
تمر الايام وينزل القرآن بالآيتين: "هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا".. والثانية: "يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ"..
ويكمل القرآن الأية الأولي لتكون: "هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا ۗ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ".. والأية الثانية اكتملت واصبحت: "يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُون".
ويبشر الرسول زيد ابن أرقم فقد انصفه الله وانصفته السماء!
هل تعلم إن القصة منذ البداية عن المنافقين؟ هل تعلم إنه رغم ابلاغ القرآن عنهم قبل رواية زيد إلا إن الرسول ذهب وسأل ليتيقن أولا؟! هل تعلم إن المنافقين يتورطون بعد ذلك في حديث الافك ورمي السيدة عائشه بالباطل في شرفه "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ "؟!
اقرأ ايضا: أخطاء المواجهة الإعلامية لـ"كورونا" !
وهو شرف الرسول عليه الصلاة والسلام؟! وهل تعرف إن الايات نزلت في سورة التوبة فيما بعد وفيها "يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ".. طيب هل تعلم إن الرسول ظل يستغفر لهؤلاء حتي نزل القرآن "اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ".. وقد كانت السبعة ومضاعفاتها دليل الكثرة في العد وقتها!!
هل تعلم إنه رغم حسم القرأن كان الرسول يأخذ بالظاهر! ويترك السرائر والنيات لله وحده؟! مصدقا للقرآن "إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ" ولذلك لم يكفر هؤلاء ولم يعلن عليهم الحرب بل قال ردا علي اقتراح احدهم "أيقول الناس إن محمدا يقتل اصحابه" ورغم قوله تعالي"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ"!
من أين إذن جاء ابن تيمية برفض إسلام من أعلن إسلامه من التتار وهو لا قرآن نزل له ولا وحي جاء؟! والأن احفاد هؤلاء هم اكثرية مسلمة في شرق أسيا اسلامهم احسن من شعوب كثيرة! من أين جاء ابن تيمية بفتاواه وهي تخالف القرأن والسنة حتي لو كان بريئا من باقي ما ينسب اليه؟!
اقرأ ايضا: محاكمة عطا السنباطي!
كان يمكن لابن تيمية يفتي بقتالهم كمحتلين.. وليس ككفار.. فتركيا مسلمة تحتل سوريا وليبيا وقتالها واجب.. لكن بغير تكفير وهكذا تحررت شعوبنا كلها من الاحتلال ورغم الاختلاف في الدين ظلت ورقة الدين بعيدة!
يدهشنا البعض ممن تحولوا إلي اسطوانات مدمجة تقول وتردد نفس الكلام الذي جاءهم من المتطرفين.. من فتوي التكفير والقتل تخص التتار بلا خجل وبلا أي تفكير!! فضلا عن معلومات مزيفة عن ابن تيمية بها فتاوي تنسب له وما له بها صلة والكثيرون ينشرونها!
ولا حول ولا قوة الا بالله!