أخطاء المواجهة الإعلامية لـ"كورونا" !
ماذا يفعل الإعلام المصري في مواجهة كورونا بالضبط؟! هل المواطن البسيط يعنيه عداد الإصابات والشفاء في كل انحاء العالم حتي في سورينام وهاييتي؟! هل يعنيه صراع شركات الأدوية وعودة الحياة لطبيعتها في النرويج؟
هل تعنيه مؤتمرات ترامب اليومية؟ هل تعنيه حربه مع الصين والتلاسن اليومي؟! هل يعرف المواطن البسيط جدا “يعنى إيه” حرب بيولوجية؟! هل يتابع المواطن البسيط -البسيط اوي- تطور وتحور الفيروس وأجياله المختلفة وفك شفرته الجينية وأنه من عائلة سارس؟!
هل يعرف قطاع كبير من بسطاء مصر أين تقع أمريكا والصين والنرويج وهاييتي وسورينام صلا؟! هل يعرف قطاع كبير من شعبنا “يعني ايه” فيروس و”يعني ايه” جين و”يعني ايه” شفرة تحور و”يعني ايه” سارس و”يعني ايه” حرب بيولوجية أصلا؟!
اقرأ أيضا: مدينتنا ومدينتهم!
بالطبع نقدر جدا الخدمة الإخبارية الممتازة المقدمة للمواطن المصري أو لقطاع من شعبنا وهو قطاع كبير ومهم.. ومقدمة بمجهود كبير ورائع تبذل فيه قنواتنا خصوصا الإخبارية منها جهدا عظيما لكن يبقي الأداء الشامل والكامل للاعلام المصري في أزمة كورونا غير قادر علي إحداث نقلة جوهريه وملموسة في سلوك عموم المصريين، يمكن أن نعتبرها في لحظة ما مكسبا من الأزمة..
نقله في سلوكيات النظام والنظافة والزحام والطابور والصف وإحترام الدور والانصياع لدواع الأزمة.. ونجزم أن البسطاء -جدا- في الأماكن الشعبية والقري والكفور والنجوع لا علاقة لهم بأي تعليمات أو تحذيرات، ولا أي سلوكيات وليس غريبا أن هذه المناطق هي التي ترهق مجتمعنا بالزيادات الكبيرة في أعداد كورونا، وفيها يتم عزل القري والبيوت وفيها الاختلاط العائلي بغير حدود!
اقرأ أيضا: "قتيلة" كورونا!
حتي اللحظة -يا سادة- الإذاعة المصرية وعلي رأسها شبكة البرنامج العام وحدهم -رغم امكانياتهم المحدوة جدا- من قدموا دراما سلوكية توجيهية تصل للناس أسرع وأفضل وأسهل من صيغة التعليمات العلوية بصياغتها الفوقية!
أين فنانو مصر في ذلك في غير الإذاعة؟ لكن هل دعاهم أحد؟! هل فكر أحد أصلا؟! أم أن كل ما نفعله الآن الدهشة من زيادة الأعداد دون استيعاب ما جري من تغيير في سلوكيات فئات عديدة من شعبنا طوال أربعين عاما غاب فيها التوجيه وتراجع دور المدرسة والبيت وألغيت فيها حتي الإرشادات المفيدة والمهمة من علي أغلفة كراسات المدارس كما لو كان هناك تعمد لإلغاء كل ما هو مفيد من طريق المصريين!!