رئيس التحرير
عصام كامل

بين "المحظورة" و"المسعورة"!

وصفها الشيخ خالد الجندي أمس بأنها حملة "مسعورة" تلك التي وصفها أيضا بأنها تستهدف من وصفه بشيخ الاسلام ابن تيمية!

 

ليس حوارا علميا حول الرجل ولا نقاشا فكريا ولا صراعا أيديولوجيا بين من يحمله وأفكاره مسئولية عنف جماعات الإرهاب وبين جماعات الإرهاب ذاتها، وأخيرا بين فريق ثالث يرون جماعات الإرهاب علي خطأ لأنها لم تستوعب فكر الرجل، وأن فكره ارتبط بزمن معين، ويرون أن خصومه علي خطأ لأنهم يحملونه مسئولية العنف رغم أن فتاواه ارتبطت أيضا بزمن معين!

 

اقرأ أيضا: لماذا يكرهون فرج فودة؟!

 

كان يمكن للشيخ الجندي ألا يفقد هو أعصابه ويضرب المثل علي تناول مثل هذه القضايا بهدوء وترو.. يعلم المنفعلين أمثالنا طرق وشكل وطريقة الحوار المتحضر! ولماذا لم يقدر الشيخ الجندي -في أبسط التقديرات- غضب هؤلاء مما جري ضد جيشهم وشرطتهم من أعمال إرهاب كانت أفكار العنف وفتاواها السبب؟!

 

نراجع الأيام نتذكر الحدة التي رد بها الدكتور علي جمعة علي الدكتور زاهي حواس لمجرد رفض الأخير فتوي للأول يقول فيها إن سيدنا إدريس نبي الله عليه السلام هو من بني أبو الهول!

وطالب الدكتور حواس الدكتور جمعة أن يترك مثل هذا الحديث للمتخصصين!

مندوب اليوم السابع أجري حوارا بالفيديو مع الدكتور حواس وقرأ له بيان الدكتور جمعه.. وكان الأمر محرجا!

وبدت ملامح الدكتور حواس تشي بعتاب شديد وأسي أشد!

 

اقرأ أيضا: أخطاء المواجهة الإعلامية لـ"كورونا" !

 

سنناقش فيما بعد الفتاوي الزمنية منتهية الصلاحية إذن في أبسط النتائج.. ولا محل لها بالكلية الآن.. لكن السؤال: لماذا ينفعل شيوخنا عند أول خلاف؟! ومن إذن يعلمنا فضل "الكاظمين الغيظ" و"الصبر الجميل" و"الصفح الجميل" و"أن الله يعطي علي الرفق ما لا يعطي علي غيره" و"ما كان الرفق في شيء إلا زانه"..

 

ونصيحة الرسول الكريم في "لا تغضب "؟! ومن يكرر لنا قول أبي حنيفة الإمام الأعظم -وهو الأعظم فعلا- حين قال: "هذا رأينا فمن جاءنا بأحسن منه قبلناه" أو قول الشافعي "رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب"؟!

 

اقرأ ايضا: محاكمة عطا السنباطي!

 

لماذا نلمح تعصبا لا مبرر له؟! ومن رموز دينية محسوبة علي تيار الوسطية والسماحة؟ وإذا كان ذلك لأسباب علمية فماذا سيكون الحال لو كانت الأسباب سياسية؟! ولنا في قيادات المحظورة أسوة سيئة وذكريات لا أعادها الله لا علينا ولا عليكم!

ولا حول ولا قوة إلا بالله!

 

الجريدة الرسمية